خالد حسن كسلا : أمن البحيرات العظمى المصير المشترك

> بعد انعقاد مؤتمر أجهزة الأمن والمخابرات بمنطقة البحيرات يبقى أمام دول هذه المنطقة التعاون الأمني للحفاظ على استقرار الأنظمة السياسية هو الأهم.
> وهذا يتطلب أن تتراجع بعض الدول في منطقة البحيرات العظمى عن تجاوبها وعن مشاريع التآمر الامريكي والصهيوني في ضرب استقرار البعض الآخر منها.
> ويبقى مثل هذا اللقاء لممثلي دول منطقة البحيرات العظمى في الخرطوم بلا جدوى إذا لم تتراجع بعضها عن تعاونها مع القوى الأجنبية المتآمرة.
> لكن أن يستمر تعاون بعضها مع مؤامرات واشنطن واسرائيل.. وبموازاة ذلك يستمر تعاونها الاقليمي في هذا الاطار الجغرافي فان اغلبها سيكون خاسراً.
> يكون خاسراً لأن المقصود بالتعاون مع القوى خارج القارة هو نسف أمنها واستقرارها وخرب مواردها وهذا يؤسس بالطبع لنسف استقرار هذه الانظمة المتعاونة مع اعداء شعوب القارة.
> لكن الاجهزة الامنية في دول منطقة البحيرات العظمى منوط بها طبعا ان تلفت باستمرار انتباه الانظمة الحاكمة في هذه الدول لضمان استقرارها هي بالدرجة الاولى.
> والاستقرار هنا غير استمرار الحكومة التي يمكن ان تذهب بعملية انتخابية ديمقراطية او غيرها .. ويبقى الاستقرار السياسي مستمراً.
> فدول مثل افغانستان والعراق واليمن وليبيا وجنوب السودان انهارت بالكامل بعد عمليات تغيير اريد بها الاصلاح لكنها كانت في اطار مؤامرات اجنبية لذلك كانت الاوضاع من قبلها للاسف افضل.
> وإذا اخذنا هنا تجربة التآمر الامريكي الاسرائيلي الذي قام على موروث التآمر البريطاني في جنوب السودان في المرحلتين مرحلة الاقليم التابع للسودان وهو ساحة تمرد متكرر قد كان.. ومرحلة الدولة التي صارت فيها ثمار المؤامرات المرة أمر أوهى وأنكى وأسوأ.
> تعاون ملتقى البحيرات الامني تحت مظلة الاتحاد الافريقي يمكن ان يسور المنطقة بسياج من وعي تام بمخاطر عبث القوى الاجنبية التي تقودها واشنطن.
> وليس المطلوب ان تتجه دول منطقة البحيرات الى عقد اتفاق عسكري يمكن ان يثير حفيظة واشنطن لانه في نظرتها اليه سيهزم مخططاتها ومخططات اسرائيل الامر الذي سيدفعها الى القيام بعمليات انتقامية تستخدم فيها قوتها المتفوقة بها على دول العالم.
> فما يجعل ضرورة الانحناء لعاصفة التآمر الامريكية عند الدول المستضعفة هي هذه القوة الفائقة التي اكتسبتها واشنطن بذكائها من موارد هذه الشعوب التي تتآمر عليها لكسب المزيد الأرخص من الموارد واحياناً المنهوب والمسروق.
> فهم كانوا في السابق يسرقون انسان افريقيا الاسود لاسترقاقه والآن يسرقون موارده بالمؤامرات حتى لا يستغلها ويستقوي بعائداتها على اصحاب التآمر ولن تجد اسرائيل ما تجده الآن من دعم امريكي مصدره موارد افريقيا وآسيا.
> ملتقى كل مؤسسات دول منطقة البحيرات العظمى وليس الامنية فقط يبقى ضرورة بحكم المصير المشترك بين هذه الدول.
> الامن والاستقرار مصير مشترك بينها.. وهما الطريق للتنمية والخدمات الضرورية.
فإلى متى ستظل افريقيا بجهلها مخزوناً إستراتيجياً لدول الاستكبار؟.
> هل اجابة هذا السؤال هي الى حين حصاد جهود تعاون المؤسسات الامنية و المخابراتية في القارة انطلاقا من منطقة البحيرات صاحبة النصيب الاكبر في صنيع واشنطن واسرائيل وهو اشعال الحروب؟.
> إن دول منطقة البحيرات يمكنها ان تستضيف واشنطن كدولة صديقة دون إسرائيل التي لن تكون صديقة صادقة حتى لواشنطن نفسها.
> لكن لا تستضاف بمؤامراتها في هذه الدولة لكي ترعى مشروعاً لنسف الاستقرار في دولة أخرى.
> وتبقى الحركات المسلحة السالبة من أدوات مؤامرات واشنطن وإسرائيل من وراءها في منطقة البحيرات العظمى.
> يمكن بذكاء سياسي أن تكون منطقة البحيرات الغنية بالموارد سوقاً عظيمة للقوة الشرائية الامريكية والاوروبية.
> وبذلك تدخل الى المنطقة القوة الشرائية الامريكية وليس المؤامرات الامريكية والاسرائيلية.
> وتكون ضربة البداية طبعاً ازالة المنطقة من كل الحركات المتمردة التي تخدم عدو استقرار وتنمية دولها.
> ثم يبقى الدور الاعلامي في منطقة البحيرات العظمى هو توضيح الفرق بين التغيير في اطار وطني لا يتكرر عليه مصير التغيير في العراق وجنوب السودان .. وبين التغيير في اطار المؤامرات الاجنبية التي تحول مجهودات ابناء القارة الى مصالح شعوب امريكا واوروبا و اسرائيل.
غدا نلتقي بإذن الله.

Exit mobile version