عدمنا نفاخ النار !!

كعادتي الجديدة جلست بجوار نافذة حافلة بحري بحثا عن الموقع الافضل للسرحان في طريق العودة من الجامعة ، وفجأة انتبهت عند مرورنا بـ ميدان – ما بعرف اسمه – قبل وصولنا لمحطة المؤسسة اياها … التفت بدهشة فقد شدني مشهد حشود لنسوة متشنكتات بالقرب من صف انابيب غاز طويل جدا وملولو كافعى اناكوندا تمدد جسمها الضخم بطول الميدان ..
حدثت نفسي المندهشة عن حقيقة ازمة الهنابيب المتداولة في الوسايط الاعلامية، ثم سمحت لها بالخلعة لبرهة وجيزة، عندما تذكرت ان انبوبتي الاسبير فارغة والشغالة بيها قد شارفت على الانتهاء، ولكن لان هم تبديل الركوبة بحافلات الحاج يوسف كان اعظم، فقد تناسيت الموضوع حتى المساء، حينما تذكرت الموضوع بشهقة (سجمنا يا نسوان) وحكيت لـ سيد الاسم عن مشهد تكأكؤ الحريم في صف الانابيب .. وعن انبوبتي الاسبير العدمانة نفاخ النار، فحدثني حديث العارفين العاقلين بأن جزء كبير من ازمات الشح والندرة في السلع، يأتي من هلع المستهلكين ورغبتهم في تخزين هذه السلعة على حساب حوجة الاخرين، وان اغلب المتراصين في تلك الصفوف انما يسعون لتأمين موقفهم التخزيني تحسبا لان تطول الازمة ..
سبحان الله .. الغريبة دي الفكرة الراودتني عند رؤية الصف، فاول ما تبادر الى ذهني سؤال (هسي ديل كلهم غازهم قطع في نفس الوكت ؟!!) ..
خجلت من سلوكي الاستهلاكي غير المرشد، وبكّت نفسي حالة كونها بقت مواطنة غلطانة، وسكت عن رغبتي الدفينة في تأمين موقفي الطبيخي بملأ انبوبتي الاسبير تحضرا وترفعا عن متابعة الهلع الاستهلاكي لحين انجلاء الازمة، الى ان وقعت الطوبة في المعطوبة .. خلص الغاز وتمقلب مني الحنان يا نسوان .. عاملة فيها متحضرة يا فالحة .. اها خمي وصري !!
حسنا يا جماعة .. لا توجد بدايل معقولة .. نظيفة وعملية حاليا عن استخدام الغاز في المنازل ، فربات البيوت يعملن بشعار (اسطوانة واحدة لا تكفي) وهذا ما يدفعهن إلى توفير الغاز بالمنزل دون النظر إلى عواقب ذلك، حقيقة أن وجود الغاز خطر قاتل وتخزينه يفاقم المشكلة لاحتمال التسرب فمعظم أسطوانات الغاز قديمة وشبه تالفة ولا يمكن السعي لامتلاك أسطوانة جديدة لانه يتم تبديلها أثناء التعبئة .. لذلك على الأسر الانتباه للأمر بأخذ إجراءات التأمين المنزلي عبر التركيب الآمن والسليم لأسطوانات الغاز مع فحص الأسطوانة والمنظم قبل الاستعمال ومراجعة المنظم عند كل تغيير لهذه الأسطوانات، وحفظها – ان كان ولابد من ذلك – في مكان ملائم بحيث يكون مكان رطب وبعيد عن مكان السكن والاعاشة كالمخزن البعيد المطرف والاهم من ذلك ان يكون التخزين بعيد متناول ايدي الاطفال وعلب الكبريت ..
اها التنظير ده كلو ما بحلني على طريقة المثل (البتخاف منو بطلع ليك) فقد كنت اقوم يوميا بـ تل الانبوبة للتأكد من عقاب الروح فيها، وظللت اراقب افول شمس شعلتها التي ظلت تخبو شيئا فشيئا دون ان يلوح في الافق انفراج للازمة، الى ان (تف) قطعت وفي احرج الاوقات .. مضيوفة وخضاري في الصينية لسه ما شما النار .. عاد نبقى في جنس دا ؟
هاتفت سيد الاسم وانا اكبت نفسي من تقريعه بـ (ما قلتا ليك) ودعوته للتصرف ماذا والا ..
مخرج:
على كل حال كحال الجعلي البعدي يومو طبيخ عند الجيران .. مرت الحادثة بسلام واستعنا بكرم امبوبة الجيران في حل صرمتنا وفي المساء وبعد طول صلبة في الصف عادت الانبوبة ملانة لاحضان ابوها البوتجاز واستتب الامن الغذائي في البيت من جديد.

Exit mobile version