أخطأ.. ايلا..!!

والي ولاية الجزيرة – الجديد- د. محمد طاهر ايلا، يجرِّب الآن نفس (الوصفة) التي نجح بها في البحر الأحمر.. أعلن عن موسم (للسياحة والتسوق) في مدينة مدني يبدأ من يوم الخميس القادم (17 ديسمبر 2015)..
في تقديري الوالي ايلا ارتكب خطأ فادحاً.. هذا التوقيت الذي اختاره هو بالضبط نفس توقيت موسم السياحة في ولاية البحر الأحمر.. فإذا نجح في مدني فبكل تأكيد هو خصم على موسم البحر الأحمر، لأن غالبية زوار موسم البحر الأحمر قادمون من العاصمة.. ومدينة مدني لا تقع في خط سيرهم إلى البحر الأحمر.. فيصبح الاختيار أما إلى البحر الأحمر أو مدني.. علاقة عكسية تجعل منه موسم سياحة (ضرار)!
ومع تأثر غالبية المواطنين بالأزمة الاقتصادية فمن العسير أن يختار الزوَّار الجمع بين مدني وبورتسودان.. وقرب مدني من الخرطوم قد تجعلها الخيار المفضل.. فيصبح كأنما موسم السياحة في مدني خصماً على نظيره في البحر الأحمر.
لو تأمل الوالي ايلا في وضع ولاية الجزيرة عموماً ومدني خاصة، لربما اكتشف أن قابلية السياحة فيهاPotential تتمدد على مدار العام وليس في موسم محدود التوقيت.. فمدينة مدني تتمتع بطقس معتدل طوال العام (إلا قليلاً من أسابيع الصيف) ولأنها على مرمى حجر من الخرطوم، فالأولى أن تركز على سياحة عطلة الأسبوع Week End على مدار العام (بالضبط 104 أيام باعتبار العطلة يومين في الأسبوع وفي العام 52 أسبوعاً).. علاوة على استعادة وضعها الجاذب لسياحة (شهر العسل) للعرسان كما كانت في الماضي..
والعطلات الرسمية الأخرى مثل العيدين وغيرهما.. كلها تصلح للهجرة والتمتع بالسياحة في الجزيرة.
مثل هذه الفكرة ذات جدوى اقتصادية أكبر.. فهي علاوة على تمددها طوال العام.. فهي تتجنب مشاكل الذروة (كما هو الحال في بورتسودان) فيتمتع الزوار بسياحة اقتصادية لا ترتفع فيها أسعار الفنادق أو الشقق في موسم السياحة..
ميزة السياحة الممتدة على مدار العام أنها تخلق كثيراً من الأعمال الأخرى وفرص العمل المستدامة وليس الموسمية.. وستجعل مع قطار (الخرطوم–مدني) المقترح مشروعاً مربحاً تجارياً لأنه يحظى بتشغيل مستمر على مدار العام.. إضافة للبصات.. ويمكن لولاية الجزيرة تشييد ميناء بري يجمع القطار والبصات معاً.
ولأن ولاية الجزيرة منطقة (عبور) لولايات أخرى (بينما ولاية البحر الأحمر محطة نهائيةDestination ).. تستطيع مدني استثمار سياحة العبور (Transit) للعابرين من الخرطوم شرقاً إلى ولايات القضارف وكسلاً أو جنوباً إلى سنار والدمازين.. وتزدهر سياحة العبور لو توفر قطار سريع من الخرطوم إلى مدني ليصبح خيار المسافرين الأفضل.. ثم استكمال الرحلة بالبصات من مدني إلى الولايات الأخرى.
هذه الفكرة تساعد على جعل مدني سوقاً ضخمة على مدار العام لمختلف السلع.. خاصة الزراعية الأقرب إلى روح ولاية الجزيرة.. فلو بذلت الولاية جهداً في مساعدة التجار والمزارعين على توفير منتجاتهم وبضائعهم بأقل أسعار ممكنة (بوقف الجبايات).. ستكون مدني المكان المفضل للتسوق طوال العام للزائرين والعابرين على حد سواء.

Exit mobile version