الأخ اللواء عمران يحيى كتب معقّباً على مقالي الذي انتقدت فيه سفر شعيب ورهطه، من مزوّري اسم المعارضة المحاورة، إلى أديس أبابا لمقابلة قيادات إحدى الحركات المسلحة المنشقة من حركة العدل والمساواة.
أود أن أسأل قبل أن أعقب بشيء من التفصيل: هل تستحق حركة مسلحة صغيرة منشقة من الحركة الأم أن تُشَد الرحال إليها خارج الوطن لإقناعها بالمشاركة في حوار الداخل الذي انخرطت فيه أكثر من 30 حركة أخرى بمحض إرادتها دون عناء من سفر أو نحوه وهل ينجح الحوار ويحقق أهدافه بحضور تلك الحركة بدون انخراط الحركات الأم التي تحظى بالاعتراف الإقليمي والدولي أم إنها لعاعة الدنيا التي يركض البعض في طلبها كما الوحوش؟!
لكي أفصّل ما أوجزت أقول الآتي :
إن الحوار الوطني الذي انعقد في قاعة الصداقة في يناير من العام الماضي بدعوة من السيد رئيس الجمهورية هدف إلى أن تشارك جميع القوى السياسية والحركات المسلحة في حوار شامل لحل الأزمة السودانية.
تمخَّض عن تلك الجمعية العمومية المحضورة تشكيل آلية تنسيقية تمثّل الحكومة والمعارضة سُميت آلية 7+7 .
نجحت آلية 7+7 التي كانت موحّدة قبل أن يشق ممثلو المعارضة بأسلوب مجرد من أي خلق ودين، والله على ما أقول شهيد، في الاتفاق على خارطة طريق تقود الحوار إلى مبتغاه كما نجحت في إبرام اتفاق مع الحركات المسلحة المنضوية في الجبهة الثورية والسيد الصادق المهدي في أديس أبابا بمباركة الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي واعتبرت الوثيقتان بعد إجازتهما من الجمعية العمومية مرجعيتين أساسيتين تحكمان مسار الحوار .
من المعلوم تماماً أن الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي ومجلس الأمن بأجمعه لا يعترف في عملية الحوار إلا بحركات الجبهة الثورية المكونة من الحركة الشعبية (قطاع الشمال) وحركات دارفور الرئيسية [حركة العدل والمساواة(جبريل) وحركة تحرير السودان (مناوي) وحركة تحرير السودان(عبد الواحد نور)] وهي ذات الحركات التي وقعت اتفاق أديس الذي أجيز من قبل الجمعية العمومية للحوار الوطني.
تم الاتفاق بين الآلية التنسيقية (7+7) والوسيط الأفريقي أمبيكي على عقد لقاء تحضيري مع الحركات المسلحة التي وقعت اتفاق أديس أبابا والصادق المهدي يمهد لانعقاد الحوار الداخلي في الخرطوم.
أتجاوز كلاماً كثيراً لأقول إن العقبة الكؤود المعوّقة لانخراط تلك الحركات المسلحة في حوار الداخل تتمثل في انعقاد اللقاء التحضيري الذي بانعقاده يفترض أن تعود تلك الحركات إلى أرض الوطن بما يحقق شمولية الحوار الذي من المفترض أن يوقف الحرب وينقل السودان إلى مربع ومسار جديد يتحاكم فيه أهله إلى المسار الديمقراطي بعيداً عن الاستقواء بالسلاح.
للأسف فقد دعي في العاشر من أكتوبر إلى حوار منقوص فبدلاً من أن يزيد عدد المشاركين الذين اجتمعوا قبل نحو عامين غادره كثيرون حضروا اللقاء الأول علاوة على من قاطعوه أول مرة خاصة من الحركات الموقعة على اتفاق أديس أبابا والتي تحظى بالاعتراف الإقليمي والدولي.
يعلم عمران أن الحوار الجاري الآن لن يحقق الهدف الذي من أجله انعقد لأول مرة والمتمثل في أن يكون شاملاً بحيث يوقف الحرب ويحقق السلام ما لم تنخرط تلك الحركات المتغيّبة عنه حتى الآن فما الذي جعل شعيب ورهطه يشدون الرحال إلى أديس أبابا لدعوة حركة صغيرة منشقة من حركة العدل والمساواة يوجد أكثر من 30 حركة مشابهة لها منخرطة في الحوار القائم الآن كلها جاءت بمحض إرادتها وبدون أن توجف عليها خيلاً ولا ركاباً وبدون أن تهدر الأموال.
الأخ كمال عمر كبير آلية السبعة التي يزعم أنها تمثل المعارضة اعترف بأن الوسيط الافريقي أمبيكي لم يوجه الدعوة إليهم لحضور لقاء أديس أبابا التحضيري الذي تنعقد عليه الآمال لإنجاح حوار الداخل فما الذي يدعو شعيباً وجماعته للسفر إلى أديس للاجتماع مع حركة سميتها (حريكة) لأنها منشقة عن الحركة الأم التي انشقت عنها حركات أخرى من قبل، وهل يعني ذلك أن كل الحركات الأميبية التي تعج بها الساحة الدارفورية وغيرها أو التي تعلن عن نفسها كل حين تستدعي أسفاراً من شعيب وصحبه؟!
انضمام حركة صغيرة يا عمران من نحو 50 حركة ليس فعلاً إيجابياً يستحق أن تبذل في سبيله الأموال وكل هذه الحركات لن تغني عن الحركات الرئيسية التي رغم أهميتها للحوار فقد ظللنا نحن في منبر السلام العادل اكثر المعارضين لها الرافضين لأجندتها الشريرة إلى أن تضع السلاح وتجنح إلى السلم.
فيما يتعلق باختيار من يمثلون المعارضة لا أدري لماذا تزوير الحقائق، ولست أدري هل توافق على أن نتباهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين؟! إن كنت مستعدًا فأرجو أن نتواصل لنجعل ذلك أمام الملأ.
لقد حضرت أنت وكمال عمر وكل مجموعتكم، والواقعة موثقة، في طيبة برس وتم الاتفاق على قرار تجميد الحوار إلى أن يُستجاب لمطلوباته ولكنكم نكصتم على أعقابكم ولا فائدة من التحالف مع من يتلوَّنون ويغيّرون مواقفهم بأيسر مما يغيّرون قمصانهم .
أود أن أحيلك يا أخي عمران إلى اجتماع الحوار في العشرين من أغسطس الماضي بقاعة الصداقة.. من الذي تحدث وعبّر عن مطلوبات المعارضة رغم أنه قدم للحديث باسمها؟ هل هو شعيب أم نحن؟!
الحديث ذو شجون ولو لا ضيق المساحة لأفضت.