لم يكن (ود بادي) قارئا لـ (كف الحال) وهو يلوم من (يجيه الحول وحول بزول.. والزول غول) فكما استنفد شيخه (الافتراضي) الأسماء.. جاء زمن واستنفدت فيه المدارس الخاصة في السودان الأسماء (شيخنا يا الشيخ البجم خلف زرازير السجم واحدين أساميهم عرب واحدين عجم) مدخل على صلة لصيقة بالعنوان.. وكما لدينا أحزاب فكة.. أصبحت هناك مدارس فكة.. ومع أن (الجنيه) نفسه أصبح فكة مقابل العملات الأخرى.. إلا أن (العبارة) ذاتها تظل موصلا جيدا للمعنى.. فالعبارة أول ما خرجت على الملأ.. خرجت من باب السياسة كناية عن حالات تشظ مستعر أصيبت بها الأحزاب السياسية في السودان حتى أضحت عضوية حزب (جهير) (صوتاً) حمولة عربة (أمجاد واحدة).. ولما فتئ واحدهم يعير الآخر..!
ولأن ماعون السياسة ينضح أبدا بما فيه على المكونات الأخرى للحياة في البلد.. كان لا بد للتعليم أن يكون الحيطة القصيرة التي تعبر عليها كل (أدواء) السياسة.. فانتقلت العدوى للتعليم فتشظى هو الآخر واشتط انشطاراً.. فكل شريك في مدرسة (خاصة) طال الخلاف أسباب الشراكة أغلق كل نفاجات الحوار مع الشريك ولجأ للحل الأيسر (تكوين مدرسة) موازية بذات الشكل ونفس الصفات والمواصفات وألوان البوهيات و(كم أرجوحة) (وكم حدوتة) وذات (الفراغ العريض) في الفحوى والمحتوى.. وكم من (معلم في مدرسة خاصة منشطرة) استكثر مؤهلاته وجهده وعلمه على المدرسة وصاحبها.. وهو يرى الأموال تتدفق عليه مدرارا و(دولاراً).. يغريه ذلك المنظر ويغويه على امتطاء صهوة الانشطار فيصير هو (الآخر) أميبيا يستهويها انشطار الكم (دون تكاثر).. فتبزغ عند الصباح مدرسة أخرى تنتقل بذات الألوان ونفس (الشخبطات على الجدران) مبنى وبذات الخواء معنى.. ثم (فلانة) التي (لا ترى) في كل مدارس (السودان) الخاصة و(الخاصة جداً).. (العامة) و(العائمة) ما يرضي (غرورها) و(يشفي) (غليلها) فتؤسس مدرسة تقوم على (فكرة الختة) و(فلسفة الصندوق).. فتحشر فيها (أبناءها) وبعض (شفع الجيران) وصويحبات (ضقن ذرعاً وامتلأن ذعراً) من حال التعليم.. ثم لا تلبث أن نراها (مبهرجةً) تستضاف في برنامج عن (المشاريع) الناجحة في (البلد) فتتحدث عن المدرسة التي بدأت (فكرة) ثم تطورت ووجدت (التشجيع من الأهل) وبعض مقاومة من (الزوج) و.. و…و..!
سيدتي وزيرة التعليم العام.. لا نريد مدارس التشظي التقليد المحكي ولا عمياء المحاكاة.. لا نريد مدارس تقوم على فكرة (الختة) وفهم الصندوق تنتج أفكارا لا تفكر إلا (داخل الصندوق)..!
سيدتي الوزيرة أوقفي هذا العبث بالنشء، جدي لحال هذا التشظي حلا درسي الانشطار (الأميبي) في (الفصول) لكن لا (تجعليه) (فصلاً) في حياة التلاميذ يرونه عيانا بيانا في مدارسهم ويصيبهم بحيرة اختلاف (النظري) عن (التطبيق).. نعلم أن الأميبيا في العلوم تنشطر في كثرة وفي الأحزاب تنشطر في فوضى.. ولكن انشطار المدارس ظاهرة كونية لا تحدث إلا في السودان!!