أطلق القيادي في المؤتمر الوطني “زكريا أتيم” دعوة لإشراك منطقة “أبيي” ممثلة في دينكا نقوك بتمثيل أكبر في لجان الحوار الوطني.. و”زكريا أتيم” من الأوفياء للمؤتمر الوطني تمسك بشمالية “أبيي” ولفظ كل المغريات التي قدمت إليه مع الصحافي “ماجوا ياك كور” ونخبة من دينكا نقوك بالتوجه جنوباً ونفض أياديهم عن المؤتمر الوطني، بل عن شمال “السودان” برمته والانتقال جنوباً.. وهؤلاء المخلصون الأوفياء لم يجدوا حتى اللحظة ما يستحقون من تمثيل في الحكومة المركزية التي وزع البروفيسور “إبراهيم غندور” و”جمال محمود” الوزارات لمن يستحق ولمن لا يستحق.. إلا أن أياديهم البيضاء المطرزة بوشي السلطة قد تقاصرت نحو “أبيي” بكل مكوناتها.. دينكا نقوك ومسيرية.. وإذا كان المسيرية يمثلهم في السلطة المركزية اليوم وزير دولة بالخارجية د.”عبيد الله محمد عبيد الله”.. فإن دينكا نقوك لا ممثل لهم في السلطة الاتحادية ولا حتى في ولايتهم غرب “كردفان” التي ظلت طوال تاريخها تحتفظ بمنصب وزبر ومعتمد لدينكا نقوك وأحياناً نائب رئيس مجلس إلا في التشكيل الأخير تم إبعاد دينكا نقوك من السلطة في “الفولة” دون رؤية ولا تدبر.. ثم أبعد دينكا نقوك من السلطة المركزية التي ذهبت لشركاء المؤتمر الوطني من كل جنس ولون وهم بلا طعم ولا رائحة ولا جدوى منهم خاصة ساعة المحنة.. وقد هرب مولانا “محمد عثمان الميرغني” أثناء تظاهرات (سبتمبر) ظناً منه أن انتفاضة قادمة ستطيح بالإنقاذ، لذلك رأى كثير من الحلفاء وشركاء المنفعة والمصلحة أن سفينة الحكم قد تكاثرت ثقوبها وباتت على حافة الغرق، فاختاروا الفرار أو إعداد العدة لمرحلة جديدة.. فمثل هؤلاء أجدر بالتمثيل منهم دينكا نقوك.. الذين اختبرتهم الأيام وعرفت معادنهم الأصلية.. لا يزال “زكريا أتيم” مخلصاً وفياً يتوكأ على عصاه في المؤتمرات والحشود الجماهيرية.. و”ماجوا باك كور” ينافح ويقاتل من أجل إثبات شمالية “أبيي”.. وقد استنكر صناع القرار التمثيل بوزير اتحادي أو حتى وزير دولة.. وإذا كان لاعبو كرة القدم من “جنوب السودان” يتخذون “أبيي” منطقة لهم لتبرير بقائهم في الوطن الأم.. ليلعبوا في أندية الممتاز بدلاً من الرحيل القسري للعب في الملكية جوبا.. وهلال وغزالة واو وأطلع بره ملكال.. فلماذا لا تقيم الحكومة الحجة على كل من يدعي جنوبية “أبيي”.. ويتم تمثيل المنطقة بوزير اتحادي مركزي ووزير ولائي ومعتمد في غرب “كردفان”.. وهل كثيراً على “أبيي” أن يصبح أحد أبناء دينكا نقوك وزيراً للعدل أو الداخلية أو المالية أو البترول؟؟
هناك من يفكر في “أبيي” الأرض و”أبيي” البترول و”أبيي” المراعي الخصبة ولا يقدر أن هذه الأرض يقطنها شماليون هم دينكا نقوك والمسيرية.. فإذا كان الحاكم الإنجليزي هو من استتبع منطقة “أبيي” بقرار إداري إلى شمال “السودان” وارتضى أهلها ذلك الواقع ألا يضع من القيادات المرتبطة (مصلحياً) بالسلطة في “جوبا”.. فإن حق الأغلبية من سكان “أبيي” أن يمثلوا في السلطة لأنهم جزء من شمال “السودان”.
ومشكلة “أبيي” لم تحل بعد ولكن الجنوب شغلته نفسه عن بعض القضايا.. فلماذا لا تثبت حكومتنا لأهل “أبيي” أنها تحترمهم وتقدرهم أكثر من “جوبا” التي طردت د. “لوكا أبيونق” الأستاذ الجامعي وحرمته من حقه في العمل بجامعة “جوبا”.. حينما وجه نقداً صريحاً لسياسات “سلفاكير ميارديت”.. الذي وضع “دينق ألور” في غياهب السجون متهماً إياه بالتمرد عليه.. وأبعد كل رموز المنطقة من “إدوارد لينو” حتى الحسناء “خديجة مجاك” من السلطة.
ولكن الذين يقررون في مصير السلطة هنا في “الخرطوم” تعوزهم الرؤية العميقة للمستقبل ومبلغ حلمهم أن يأتوا بوزراء يطيعون نائب رئيس الحزب.. وكبار القيادات حتى لو كانت كفاءتهم متدنية ولا جدوى منهم ولا رجاء فيهم.. وقد أصبحت الطاعة هي معايير التوظيف.. وحتى هذه يعتبر “زكريا أتيم” من القيادات التي لا تشاغب ولا ترفع صوتها فوق صوت السادة الكبار.. مالكم كيف تقدرون الأشياء.