لم يدر بخلد المقيم السوداني علي السراج علي بابكر والذي يبلغ من العمر 55 سنة أن نهاية أجله وأسرته المكونة من زوجته وطفليه ستكون في بلاد الحرمين الشريفين بعيدًا عن أهلهم في السودان.
فالمقيم السوداني كان يعمل منذ فترة طويلة في منطقة تبوك في مجال الأعلاف يبيع ويشتري وقبل حوالي شهر هطلت على المنطقة أمطار غزيرة مما تسبب في تلف البرسيم الذي قام بشرائه لتقسيمه وبيعه ودخل بعدها في حالة نفسية سيئة، حيث إن جميع ما جمعه من أموال قام بشراء البرسيم بها وتأخر عن سداد المستحقات المالية التي عليه فيما يخص إيجار الشقة التي يقطنها برفقة زوجته سامية النيل الأغر والتي تبلغ من العمر 30 سنة وابنته زينب والتي تبلغ من العمر 2.5 سنة وأبنه سراج والذي يبلغ من العمر عامًا واحدًا.
وفي يوم الاثنين الماضي تواصل معه أحد أقربائه من الجالية السودانية يدعى عثمان تبوك وتقابلا في أحد الأسواق وشرح له وضعه المادي وأن عليه متأخرات في سداد إيجار شقته مما دعا صاحب الشقة لقطع الكهرباء وأبلغه أنهم يعيشون على ضوء الشموع ويشعلون الفحم للتدفئة كونهم لا يستطيعون تشغيل الدفاية في ظل درجة حرارة وصلت إلى الصفر المئوي.عثمان استشعر معاناة ابن بلده علي السراج وقرر مساعدته بجمع مبلغ لتسديد الإيجار، وحاول التواصل معه على جواله من يوم الثلاثاء الماضي وعلى جوال زوجته ولكن بدون جدوى واستمر الحال حتى يوم الأربعاء والخميس الماضيين، حتى أهلهم بالسودان حاولوا التواصل معهم دون الوصول لرد منهم على جوالاتهم.
وبيّن عثمان السوداني في حديث وفقا لموقع ”عين اليوم” أن مركبة علي السراج كانت متوقفة أسفل شقته من يوم الثلاثاء ولم تتحرك من مكانها وحاولت طرق باب الشقة ولكن دون رد.وأضاف قائلًا: قمت أنا ومجموعة معي بالذهاب إلى النقل الجماعي لبحث احتمالية قيامهم بالسفر وطلبوا مني رقم إقامته ولم تكن بحوزتي ولا أعرف رقم إقامته.
وفي يوم الجمعة حسمت الأمر بفتح باب الشقة واستعنّا بالشرطة التي استعانت بالدفاع المدني والهلال الأحمر والذين قامو بفتح باب الشقة والبحث عنهم حتى وجدناهم -رحمهم الله- نائمين بغرفة واحدة وعند محاولة إيقاظهم لم تكن هناك أي ردة فعل من قبلهم، وعند فحصهم من قبل الطبيب الشرعي قرر وفاتهم مختنقين بسبب الفحم الذي جلبه رب الأسرة لتدفئة زوجته وطفليه والذي لم يكن يعلم أن هذا الفحم سيتسبب في وفاتهم بهذه الطريقة وبهذا الشكل.
قامت الجهات الأمنية بتحريز الشقة ومحتوياتها وتم نقل جثامين الأسرة كاملة إلى ثلاجة الموتى بمستشفى الملك فهد، حيث لا تزال الجثث موجودة بثلاجة الموتى بالمستشفى فيما لا تزال أجهزة التحقيق تباشر أعمالها.من جهة أخرى، ردت الشركة السعودية للكهرباء على ما نشر حول وفاة أسرة سودانية في منطقة تبوك اختناقًا بسبب استخدام الفحم للتدفئة، بعد قيام صاحب العقار بفصل الكهرباء عنهم لعجزهم عن سداد الإيجار، بأن إيصال وفصل الخدمة الكهربائية يتم فقط عن طريقها وفق نظام الشركة الذي أقرته هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوّج.
وأكدت الكهرباء أنه لا يحق لأحد القيام بفصل الخدمة عن المشتركين وقطع الكهرباء عنهم لأي سبب كان، مشيرة إلى أن بعض الجهات الرسمية لها الحق في طلب فصل الخدمة عن المشتركين من الشركة، مثل إمارات المناطق والجهات القضائية والدفاع المدني، على أن يكون الفصل ضمن البنود التي حددها النظام.
وذكرت الشركة أن بعض ملّاك الوحدات السكنية والتجارية يقومون من تلقاء أنفسهم بفصل الخدمة الكهربائية عن المشتركين حال تأخرهم عن سداد المستحق عليهم من الإيجارات، وأن هذا الفصل يتم دون الاستناد إلى أحكام قضائية أو أوامر من الجهات الإدارية في إمارات المناطق، ودون الرجوع إلى الشركة، وهو ما يعد بمثابة مخالفة صريحة للأنظمة يعاقب عليها مرتكبها، حتى إن تضمّن عقد الإيجار المبرم بين المالك والمستأجر بندًا ينص على أحقية المالك في فصل الخدمات عن المشترك في حال عدم سداده للإيجار.
صحيفة الرأي العام