الكوكة !!

*عند مغيب شمس اليوم ذاك من أيام رمضان توسطت صينية الجار الجديد صواني رجال الحي..
* كانت صينية ضخمة ذات طبق قمته مثل طاقية الأنصار..
* واستبشر النهمون من الشباب خيراً وهم يحرصون على التحلق حول صينية الوافد الجديد في انتظار ( رفع) الآذان لـ (رفع) الطبق..
* وكاد (الرفع) أن يتعثر – فور رفع النداء- من وطأة (ثقل) النظرات المصوبة نحو الصينية..
*وخُيِّل لنفر من الشباب أولئك أنهم سمعوا قهقهة خبث من تلقاء الصحن الوحيد الذي كان متوهطاً – لوحده- في منتصف الصينية..
* لقد كان صحن فول!!!
* وفي القرية النيلية تلك كانت هنالك قصة أخرى ذات صلة بحكاية( الرفع) هذه..
* فحسين (البوم) كانت قد أثيرت أقاويل حول الذي أصابه فجعل ثوبه(مرفوعاً) على الدوام..
* قيل إنه عثر على عشبة في خلاء السلم أصاب منها فأضحى محل (حسد) من جانب شباب القرية أجمعين..
* واستثمر حسين – رغم (بوامته)- الأقاويل هذه استثماراً (وسخاً) ليظفر بكل مايريد من أطايب الطعام في المناسبات وهو يهدد النساء بـ(رفع) ثوبه عند صدهن له..
* وبما إنه ( بوم) – حسين هذا- فقد استشعر رجال القرية في أنفسهم حرجاً أن (يرفعوا) ثوبه (من الخلف) كي يجلدوه جلد غرائب الإبل..
* ولكن (بوماً) آخر تكفل بـ(رفع) الحرج هذا عن شباب القرية ورجالها في غير ما (وعي) منه..
* فقد جاء سليم(العوير) إلى القرية ذات أمسية – من البلدة المجاورة – ينشد (ضلوع) مناسبة زواج ابنة كبير التجار..
* وأمام النسوة المتكفلات بإعداد الطعام حدثت المواجهة الشهيرة بين( البومين)..
* ولم يمهل سليم منافسه كيما يهدد – كعادته – بـ (الرفع) ..
* فقد تكفل هو بـ (الرفع) هذا..
* لم يرفع الثوب وحسب وإنما صاحب الثوب نفسه..
* وانكشف (المستور)..
* ولم يكن هناك سوى (كوكة) !!!
* وفي أيامنا هذه هنالك قصة ثالثة من قصص (الرفع) ..
*إنها حكاية رفع الدعم عن هذه السلعة أو تلك التي تُهدد بها الحكومة الناس كلما أرادت (رفع) ضائقة عن نفسها..
*وربما يأتي يومٌ يكتشف فيه الناس هؤلاء ما اكتشفه أهل البلدة تلك حيال تهديدات (الرفع) من تلقاء حسين (البوم)..
*يكتشفوا أن التهديدات بـ(الرفع) هذه لا تأتي من منطلق قوة وإنما (ضعف)..
*وأنه ليس هناك سوى (كوكة !!!!).

Exit mobile version