نكشف الاسرار وتلتقي الضحايا..المخدرات وسط الطالبات .. حكاية الصياد والفريسة

** المخدرات خطر يزحف بسرعة نحو البيوت الآمنة و يضعهم تحت هاجس فقدان و ضياع أفرادها من الابناء في مراحل دراستهم المختلفة ذلك الخطر هو المخدرات التي بدأ ناقوسها يطرق مملكة النواعم بقوة و يجعل من الملامح الرقيقة و جه بائس يلهث و راء عالم بلا وعي تنتهي عنده القيم الفاضلة و لا يبقى لها مكان فقط الأفكار الشيطانية تزين لهن عالم مجنون يركضن خلفه حتي أخر محطاته، حيث السقوط في شرك الإدمان و إنحراف بوصلة السلوك.. ففي ذلك العالم ثمة طرفين يكملان حلقة الإدمان المفرغة هما: صائد يبحث عن ثراء و فريسة تاهئة تتجاذبها هواجس الضياع و البحث عن كتف تتكئ فيه .. و عندما يلتقى الطرفان في تلك الدائرة المظلمة تفوح رائحة المسكوت عنه و يبدأ التململ ينتاب من حولهن و دائرة الشك تحاصرهن في صمت و خفاء.. (الرأي العام) دخلت (مملكة مخدرات النواعم) ذلك العالم المريب و رصدت بعض التفاصيل لترويج المخدرات بين النساء من الصياد حتي الفريسة **

(رانيا) الطالبة الجامعية التي حاولت الخروج من الفقر عبر بوابة الحبوب المخدرة
فتاة تنتحل شخصية طالبة جامعية لترويج المخدرات بين الطالبات.. ومكالمة هاتفية تكشف سرها
موظفة مروجة اوهمت زميلتها بكبسولة مسمومة بانها مسكن للآلام

حكاية رانيا
يقدمن على الهلاك ، ويحررن بمالهم شهادات وفاتهن أو تحطيم سعادتهن ، لم يكن يردن ذلك المصير لانفسهن حين اقدموا على تناول المخدرات، الهروب من المشكلات وتعقيدات الحياة جعلتهن يرضخن لاغراءات (الشياطين) من بنى البشر الذين يبيعون السم لضحياهم باعتباره الملاذ من جنة الحياة إلى جنة الخيال .. (رانيا) طالبة جامعية وضعت حلمها امام عينها وحفزت نفسها بالامل بأن تتخرج من الجامعة وتعثر على وظيفة تنتشل بها اسرتها من الفقر الذى يحيط بهم ، كلل عامها الاول فى الدراسة بنجاح ، وفى العام الثانى بدأت حياتها تتغير ، فلم تعد تلك الفتاة الفقيرة ، التى تجلس وحيدة تراقب من حولها فى صمت الطالبات وهن يرتدين اخر تقليعات الموضة ويقتنين موبايلات باهظة الثمن .. كل شيء كان حولها تمنته (رانيا) فى سرها ، وبينما هى تعيش لحظات التأمل فى المجتمع الذى بهرها اقترب منها شاب مهندم والقى عليها السلام وتعرف اليها وتبادلا ارقام الهواتف ومن ثم بدأ يحدثها عن قصص الكفاح والتضحيات من اجل الاسرة ، حتى طرح عليها يوماً فكرة العمل معه فى تجارة رابحة ، وشرح لها بالتفصيل هوية العمل مؤكداً لها أن بضاعتهم (الحبوب المنشطة) لا تحمل اي نوعاً من الضرر ، وطلب منها استخدام شطارتها فى الترويج لانها ستدر عليها اموالاً تحقق بها احلامها .. فكرت الفتاة ثم اعلنت موافقتها فانخرطت فى ترويج السموم ، كانت تختار ضحاياها بعناية من الطالبات ميسورات الحال وتدرك نقاط ضعفهن ثم ترمى شباكها حولهن .. مسيرة الفتاة (المروجة) كانت قصيرة لانها انتهت على ايدى شباب تطوعوا لمحاربة الترويج للمخدرات داخل الجامعة ، وحين القوا القبض عليها انخرطت فى البكاء وكشفت لهم سبب دخولها عالم المروجين ، نتيجة الفقر الذى تعيشه ، الشباب المتطوع احتوى المشكلة وتكفلوا بالانفاق المادى لدراسة الطالبة حتى التخرج ومراقبة سلوكها.
إنتحال شخصية
انتهت قصتها قبل أن تنفجر فى وجه المجتمع كقنبلة مسمومة ، ولكن هذا لا يعنى النهاية لكل القصص لمروجى المخدرات التى تختلف اساليبهم وحيلهم حسب الفريسة ولكى يكون الصياد ماهر لابد له من التسلح بكل معدات الصيد حتى لو كلفه ذلك انتحال شخصية مثلما فعلت (رزان) التى اقتحمت احدى الجامعات العريقة واندست وسط طلابها وهى تعرف نفسها بمجموعة اصدقاء بانها طالبة بالكلية ، انتبه الطلاب للسلوك الغريب للطالبة المتقلبة المزاج فهى تعيش حالة حزن فجأة ثم تعود لطبيعتها .. امضتت الفتاة اياما داخل حرم الجامعة وعندما عجزت عن الوصول لمبتغاها قامت بسرقة عدد من موبايلات الطلاب ، الذين دونوا بلاغات لدى ادارتهم المختصة .. وبعد مضى ايام من سرقة الهواتف رن هاتف احد اولياء امور الطالبات منتصف الليل ليتفاجأ بسؤال: «هل هذا الرقم لابنتك (فلانة)؟»، يجيب الاب: نعم، ثم يطلب منه المتحدث الحضور لقسم شرطة (كذا) ، لان ابنته صاحبة الجوال تم القبض عليها فى قضية (مخدرات و آداب) دهش الرجل لان ابنته كانت غارقه فى النوم ، بجوار شقيقاتها ، وبعد التحرى اكتشف الاب أن الفتاة التى تم القبض عليها هى نفسها سارقة الموبايلات ، انها صديقتهم ، التى انتحلت شخصية طالبة ضمن لائحة الطلاب المسجلين.
كبسولة مسمومة
في مؤسسة مرموقة لا يتوقع أحد أن تدخل أحد موظفاتها عالم مروجي المخدرات حتي ذلك اليوم الذي اشتكت فيه إحدى زميلاتها من بعض الالام، فسارعت تلك الموظفة باعطائها قرصين باللون البنى و اكدت لها أن ما تعانيه من اعراض هي نفس التي انتابتها قبل فترة، و شعرت بتحسن بعد تناولها لتلك الأقراص، أخذت زميلتها الموجوعة القرصين و ضعتهما في حقيبتها لتناولهما بعد الوجبة، و عندما وصلت لمنزلها اخرجت القرصين من الحقيبة و وضعتهما علي المنضدة و ذهبت إلي الحمام، و عندما خرجت وجدت ملامح الدهشة قد ارتسمت علي وجه شقيقها و هو ينظر اليها و يهاجمها بسؤال ارتفعت فيه نبرة الغضب حين قال لها: (دى جبتيها من وين؟)، ردت له بكل بساطة أنها مسكن، فكشف لها حقيقة تلك الكبسولات بحكم عمله في مكافحة المخدرات بأن هذا النوع من الأقراص هي حبوب مخدرة، لم تصدق الموظفة ماقاله شقيقها حتي تحدثت إلي أحد زميلاتها عن ما حدث فتفاجأت بأن زميلاته تحوم حولها الشبهات منذ فترة، اتسعت دائرة الشك حول سلوك الموظفة التي انتهى مشوارها الوظيفي بالفصل بتهمة الإختلاس.
فوضى السلوك
الدخول في ذلك العالم الشيطاني قاد بعض الفتيات لمتاهات الانحراف و الوقوع في شر الرزيلة و ممارسة سلوكيات غاية في الفوضي .. اقتربت من أحد القصص المثيرة لأحد الفتيات و التي اضطرب سلوكها و لم تعد تسيطر على رغباتها الخارجة عن المألوف، تلك الطالبة تقطن في أحد الداخليات الخاصة، وحيدة لاب و أم يعيشان خارج البلاد، كانت قليلة الحديث، غريبة التصرفات كثيراً ما تغلق باب غرفتها عليها وعندما يأتى وقت التمام اي تسجيل الحضور و الغياب في السكن، تفتح الباب مؤاربة و تسبقها رائحة نفاث السجائر المشبوهة، لاحظت مشرفة السكن ذلك السلوك الغريب للطالبة ووضعتها تحت المراقبة حتي اكتشفت ادمانها للمخدرات و مشاهدت الأفلام المشبوهة والبحث عن المتعة مع رفقاء فوضي السلوك عبر الهاتف ووسائل التواصل الإجتماعي التي مهدت لها الطريق المضطرب.. الفتاة حين تتحدث ترتعش يداها تحاول إخفاء كاحل عينيها الأسود ببعض مساحيق التجميل.
حافة الهاوية
شرك المخدرات في مملكة النواعم ما بين الصياد و الفريسة، حديث طرحناها علي الاستشاري النفسي دكتور (يوسف علي يوسف قرولوا) ـ جامعة الرباط الوطنى، فابتدر حديثه قائلاً:
«الشخصية المتعاطية في العنصر النسائى تبدأ التعاطى لاسباب عديدة منها ضعف الرقابة الاسرية، و مشاهدة المرأة التلفزيونية التي تتعاطى المادة المخدرة، و ايضاً يكون التأثير بسبب الاصدقاء و الزملاء خاصة الذين يأتون من بلاد المهجر بحسب الحالات التي تترد علي العيادات النفسية، فهناك جهل بالمادة المخدرة فكثير من الفتيات يستخدمن المساحيق التجميلية و التى تكون فيها مادة مخدرة تؤثر علي الجهاز العصبي دون أن تدرى الفتاة بأنها علي حافة الهاوية (طريق الإدمان)، و ايضاً يكون التأثر بالعلاقات العاطفية، قبل فترة ترددت علي أكثر من اربع حالات لفتيات ادمن المخدرات عبر الجلسات في الأماكن الترفيهية، مع شباب وقعن في حبهم، و كان الاغراء عبر الشلاليات من خلال التحفيز المادى، للمتعاطين الاثرياء، وبعد ذلك يبدأ التعود علي المادة المخدرة، و تظهر بعدها الأعراض الانسحابية المتمثلة في القلق و الاكتئاب، و أعراض جسدية سخونة في الأطراف و عدم الرغبة في الاكل و الانعزال و الانطوائية، و ان لم تجد المادة المخدرة تظل بهذه الحالة إلي أن تتعاطها، وتكون لها الأولوية، و تتولد لديها رغبة قهرية تقودها لاى سلوك، مثلاً ممارسة علاقات جنسية محرمة و السرقة، وبذلك تصبح مصابة بمرض الإدمان للمادة المخدرة، و يصبح بالتالى التعاطى للعلاج من الاعراض الانسحابية المذكورة انفاً بدلاً من التعاطى بغرض النشوة و اللذة في بداية تناول المادة المخدرة».
الفقر و الغنى
تنتهى حياة المتعاطية للمادة المخدرة بالادمان الذي كان سببه مروج مهد طريق الشيطان وزينه بالورود الزائفة التي تدس الشوك تحته، يقول دكتور (يوسف): «الشخصية المروجة قد تكون تتعاطى أو لا، لأن الغرض يكون هو جلب المال، علماً أن المخدرات و حسب بعض الدراسات تأتى في المرتبة الثالثة من حيث العائد المادى بعد التعدين وتجارة السلاح، و في المقابل تاتي ايضاً في المرتبة الثالثة للوفيات حول العالم أي بعد أمراض القلب و السرطان، و الشخصية المروجة تستهدف الشباب في سن المراهقة عبر طرق مختلفة حسب الحالات التى ترد للعيادة وهي وضع المادة المخدرة في الماكولات و المشروبات، حتى يتعود عليها الشخص المستهدف و احياناً بالمصافحة عبر تقبيل الخدود، و كشفت اخر الدراسات أن المخدرات تغلب عليها فئتين غنية وفقيرة.

الراي العام

Exit mobile version