عليك ان تتحسس (صبرك) وتحتفظ بالكثير من (الحِلم) عندما تشرع في إنتقاد تجربة فنان شاب خلال السنوات الأخيرة، وذلك إستعداداً للكمية المهولة من (الشتائم) التى سيمطرك بها جمهور ذلك الفنان، تلك (الشتائم) التى يمكن ان تصل الى اسرتك والى اصدقائك دون ان يكون لهم اي ذنب فيما اقترف يراعك.
قبل كل شئ دعوني اتحدث بصدق عن الاحساس الذى يراودني عندما اشاهد (شتيمة) لشخصي الضعيف من جمهور اي فنان شاب، ذلك الاحساس الذى لاعلاقة له اطلاقاً بالغضب او (الزعل) بقدر ماله علاقة بـ(الشفقة) على حال ذلك الجمهور الذى يؤكد لكل الناس بأنه جمهور (غير واعي) وغير مدرك لمعنى الصحافة، ويريدها ان تكون مجرد (بوقاً) لايعرف الصياح الا تمجيداً وشكراً لفنانهم المحبوب.
شباب في مقتبل العمر يفشلون في تسجيل تعليق واحد (منطقي) على مانكتب، فيما يسارع الكثير منهم نحو اقرب (مزبلة) للشتائم ويقومون بتفريغها على رؤوسنا وكأننا (اعداء) لذلك الفنان، مع العلم بأننا لم نقدم لمحبوبهم ذلك سوى (النصيحة) التى يفشلون هم في منحها اياه بسبب (بريق النجومية) الذى يعمي اعينهم ويجعلهم ينقادون خلف ذلك الفنان مثل (القطيع).!
ياهؤلا…نحن لانحمل اي (عداوة) لأي فنان، وعندما نمسك بالقلم لنكتب، نحكم الضمير، ونخضع انفسنا لرقابة صارمة مع المهنية بعيداً عن اي اجندة شخصية او اغراض-كما يتهموننا دوماً- لذلك كل مااتمناه، ان اجد من يقارعني بـ(المنطق)، واتمنى ان اجد جمهور فنان ينجح في تغيير قناعاتنا ويدفعنا للتأكيد على انه لازال هناك شباب يمتلك (اذناً نظيفة) و(فكراً نظيفاً) ايضاً.
جدعة:
اطرف مافي موضوع (الشتائم) التى توجه للعبد لله في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من نوافذ الاسفير، هو استغلال بعض الشعراء (المغمورين) والفنانين (الفاشلين) للموضوع وذلك عبر (ركوبهم لموجة الشتيمة) من اجل ان نكتب عنهم ونساهم في منحهم القليل من الشهرة التى خاصمتهم طويلاً، لكن مافات عليهم أنهم اقل بكثير من ان نكتب سطراً واحداً على احدهم، ليسوا لانهم (شتمونا)…ولكن لأنهم (بلا تأثير).!
شربكة أخيرة:
اعزائي الفنانين الشباب…قوموا بتوجيه جماهيركم وتثقيفهم ونصحهم بأن للصحافة دور تلعبه في تقويم اخطائكم، ولاتجلسوا مبتسمين خلف تعليقاتهم (المسيئة)، ثم تسارعون الى هواتفكم الجوالة لتتصلوا علينا معتذرين عما بدر منهم بحجة انهم (شباب طايشين)، فللـ(الطيش) ايضاً (دواء).!