“السيسي: أخبار مفاوضات سد أثيوبيا إيه يا سامح؟ .. شكري: فشلت يا أفندم وأثيوبيا مش جايباها البر.. السيسي: طب عملت إيه؟ ..شكري: رميت ميكروفون الجزيرة عالأرض يا أفندم… السيسي: برافو عليك .. وتحيا مصر”… حوار متخيل لناشطين على منصات التواصل، عقب “غزوة الميكروفون”، لبطلها وزير الخارجية المصرية سامح شكري، بطل واقعة end of text الشهيرة، الذي تعامل فيها ليس كرأس الدبلوماسية المصرية، ولكن كمسؤول في أحد أفلام السبكي، بوصف أحد المتابعين.
فأثناء اجتماعات سد النهضة الإثيوبي، التي عقدت في السودان، وفي إحدى الجلسات، لم يجد سامح شكري أمامه سوى ميكروفون قناة “الجزيرة”، ليفرغ فيه غضبه من الجانب الإثيوبي، ويقوم بإلقائه على الأرض، في مشهد ربما لم يفعله دبلوماسي من قبل، بهذه الطريقة وتلك العصبية.
الإعلامي محمد ناصر احتفل بالنصر العظيم لسامح شكري على طريقته، على قناة “مكملين”، وكاد أن يسجد لله شكرا، على عودة زمن الانتصارات، بعد غياب لفترة طويلة، على يد وزير الخارجية بعد طرحه لميكروفون قناة “الجزيرة” أرضاً، والفوز بالقاضية على “الميكرفون الغاشم”. وقرر ناصر إلغاء مقدمته، ليجعلها احتفالاً بالنصر المبين، الذي يتصاغر معه أي حديث عن سد أو مياه أو عطش، فالحدث أكبر من حديث المياه.
على النقيض من سخرية محمد ناصر، احتفى أحمد موسى بغزوة الميكروفون، ووجه الشكر لسامح الخارجية، معتبراً إياه “أسد الخارجية”، وقال على فضائية “صدى البلد”، التي يملكها كبير رجال أعمال المخلوع مبارك، محمد أبو العنين، أنه اتصل هاتفيا به ليشكره على الغزوة والفتح المبين، فما كان من شكري إلا الرد عليه بتواضع الفاتحين: “ده أقل واجب وده تعبير عن رأي التسعين مليون مواطن”، واعتبر موسى أن شكري سجل عشرة أهداف في شباك قطر.
المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، لم يجد سوى قوله: “هو رد فعل تلقائي وطبيعي، وله مغزى ومعنى كبير كلنا نفهمه”، ولم يوضح في مداخلته على فضائية “الحياة”، ما هذا المغزى والمعنى الكبير لإلقاء الميكروفون.
“غزوة ميكروفون” شكري، استطاعت بجدارة أن تكون نجم شباك منصات التواصل طوال يوم أمس السبت، بين محاولات تطبيل لانتصار زائف، وسخرية لاذعة، و”ألش” شديد، وصور “كوميكس” ملأت المواقع.
في الوقت الذي دشن المؤيدون عدة أوسمة للتطبيل لانتصار شكري الزائف، وكان منها #سامح_شكري_الدكر، الذي احتل قمة قائمة الأكثر تداولا لفترة، مدعوماً بعشرات الحسابات المحسوبة على الأذرع الإلكترونية، في أجواء “تويترية”، عدها المراقبون تثير الشكوك حول مصداقية موقع تويتر نفسه في دعم بعض الاتجاهات في الآونة الأخيرة.
ومن المؤيدين الذين انتقدوا تصرف شكري، كان المخرج التليفزيوني والكاتب شريف سعيد، الذي كتب: “التصرف الصبياني من (سامح شكري) يليق بوزير End of text لا وزير خارجية”، وعلق الصحافي عمر الهادي: “لماذا اكتفى السيد سامح شكري وزير الخارجية بإلقاء مايكروفون قناة الجزيرة على الأرض؟ كان واجب يطلع الطبنجة ويضرب فريق القناة بالنار”.
صاحب الشخصية الساخرة “الشاب أشرف” وقال:”سامح شكري وزير خارجية العسكر، ذاك البطل المغوار الليث المحنك يُلقي بميكروفون الجزيرة في مؤتمر السد بالسودان، أي نعم ماوصلناش لحاجة في المفاوضات وأثيوبيا هتعمل اللي على مزاج مزاجها، بس موقف بطولي الصراحة وحركة ثورية تنم عن قوة موقفنا الفحيت، End of the text “.
وسخر حافظ: “رمى مايك الجزيرة وساب موضوع سد النهضة واخوانا في الوطن اعتبروه بطل، فكرنى بواحد قطع هدومه من الغيظ ومشي عريان”، وسخر أسامة: “السودان وأثيوبيا عملوا مشروع ربط كهربائي، ومشروع استصلاح مليون فدان، واحنا رمينا ميكروفون الجزيرة على الأرض”.
القاهرة ــ أحمد عزب
العربي الجديد