أواصل ما بدأته من رحلتي مع المرض. والتي ما زلت أستمتع بآلامها …وسهرها….وعدم نومها… ونفس مقفولة من اللكل… وقحة كل ساعة تغير من نغمتها مرة بصوت به قرار “زي صوت ابوداوود”.. ومرة بصوت سوبرانو زي صوت أفراح عصام… وأحيانا تحاول أن تسليني بأصوات الآلات الإيقاعية من دلاليك ونوبة ونقارة…وأحيانا آلات نفخ من ساكسيفون و وازا… ومرات حشرجة أسمعها كأنه برنامج حوار في أحد إذاعات الإف إم ..حوار تتخلله هرجة وجوطة.. حقيقة لو لا تمرد هذه القحة على الروتين لكنت في حالة تانية نسبة لكجنتي للروتين…
قلت في الحلقة السابقة..إنه في أحد المستشفيات الحكومية الكبيرة في العاصمة… إن الممرضة كانت تجرب سحب الأكسجين في…وكل مرة تقول لي جر نفس.. وفك نفس..واكتم نفس….حتى خيل لي أنها تحاول أن تبوظ أخلاقي وتعلمني شراب الشيشة,,,, مستشفيات آخر زمن الواحد يدخل عيان , يمرق منها عيان وأخلاقو بايظة…. في النهاية وفقت الممرضة في أن تنفحني بنسمات من أكسجين الحكومة.. فرقدت وأنا أستمتع بنقائه… ثم..جاء طبيب نائب اخصائي… ضاب مهذب…وقف بالقرب مني…وأول سؤال سألني ليهو ” عندك تأمين؟”….قلت ليهو لا …لاحظت في عينيه نظرات عطف …وشرح لي أن ما سوف يقومون به يحتاج إلى مال…ولو كان عندي تأمين صحي كان بيخفف على شوية….قلت ليهو “أفرض ما عندي قروش كلو كلو؟”..عاين لي وجاتني رسالة من خلال عينيه برضو ما معناها “ما عندك…تشيل أهلك..وتمشي ترقد فوق عنقريبك وترجى يومك”… حنيت على نفسي أولاً.. قبل أن أحن على حال ناس كتيرين… يتألمون..ويعانون المرض والمرضين.. وما قادرين يتعالجوا لأنو ما عندهم قروش …ولا عندهم تأمين…ولا عندهم زول يساعدهم عشان يتعالجو..راقدين وراجين الشفاء من الله…وقنعانين من خيرا في الحكومة متمثلة في وزارة الصحة…. وزارة الصحة خاوتانا كل يومين افتتاح منشأة جديدة…ومسئولين يتقدلوا فيها…وصبيان مسئولين يهللوا ويكبروا…المنشأة دي زولا ما مقرشّ… ونفسو عاجباهو ما بتعالج فيها…اما الفقيران عليهو بالصبر والصلاة … ويوصي زول يوم الجمعة في الجامع الناس يشيلوا ليهو الفاتحة ويسألوا ربنا يشفيهو ويقوموا من رقدتو دي…..و بالكي والقرض… والبخرات..والمر الحجازي…والحجامة مع أنها الحجامة زاتا بقت غالية… حقيقة انا والطبيب قطعنا في وزارة الصحة…وبديناها من الحوادث الراقد فيها انا حسي..وكيفية حصولي على سرير…وما أصابني من فرح لحصولي عليه فرح كاد أن يوديني في ستين داهية.. لولا أني زول ايماني قوي…..وعارف انو عيان يلقى عنقريب يرقد فيهو في مستشفى حكومي دا توفيق من الله.. وانو زول صالح تب……فحسبتو نفسي في زمرة الصالحين…لكن الكلام موضوع التامين الما عندي دا..!!!. قال لو لي ممكن تشوف المدير الطبي يمكن يساعدك…خفت أقوم من سريري أكوس للمدير الطبي أرجع القى زول احتلاهو فكرت أطوي المرتبة أختها جنب الدكاترة وأقول لهم امانة الله والرسول!! واشيل السرير في صفحتي وامشي أكوس للمدير الطبي..في النهاية… قررت أن احترم نفسي… وألملم بعضي وأمرق….
..نواصل…….