صحافة الخرطوم الصادرة أمس الأول حملت خبرا مفاده إن رئيسة لجنة الطاقة بالبرلمان حياة الماحي اتهمت شركات أجنبية بتهريب كميات من عينات ترابية إلى الخارج بحجة تحليلها لاكتشاف المعادن وقالت بان النتائج لا تأتى إلى السودان , وقالت بان التراب رمز للسيادة ودمغت وزارة المعادن بالتفريط في تراب الوطن، مراقبون قالوا ان هناك بشر يتم تهريبهم وهناك ارض يتم اغتصابها وبان الوطن قد فقد أشياء كثيرة تستحق و تستوجب البكاء أكثر من التراب, ليس لان تراب الوطن رخيصا لكن لان الأشياء الأخرى أثمن.. وفى توضيح لهؤلاء المراقبين حول ما فقده الوطن قالوا بان الوطن فقد أبناءه في وهم في بداية حيواتهم بحاجة إلى وطن يحتويهم لكنهم بدلا عن ذلك وجدوا ان بلاد الغرباء خيرا لهم بغض النظر عن كيف تتم معاملتهم ويبقى السؤال هل تتم معاملتهم بذات الطريقة التي يعامل بها الغرباء في السودان وفقد الوطن عقول لا تقدر أثمانها الوطن في حاجة إليهم لكنه لم يبد تلك الحاجة ليهاجروا ويتركوا خلفهم أعين دامعة وقلوب متحسرة.. من الواضح إن المعطيات السابقة مبنية على العاطفة أكثر من إحكام العقل لجهة إن السودان يوفر فقط تلك المساحة المحدودة بإمكانياته وربما الذين يهاجروا هم فقط الذين يبحثون عن إمكانيات غير متاحة في السودان وهذا حسبه مراقبون ليس اغلي من تراب الوطن الذي يعد رمز من رموز السيادة و الذي يهرب إلى الخارج دون معرفة لماذا تم تهريبه وفيما يستخدم؟
الخبير الامنى حسن بيومي قال بان هناك مناطق في دارفور تحتوى على مواد مشعة وبترول وهذه يتم تهريبها ليتم تحليلها لمعرفة نوع المواد المشعة وأضاف انه في فترة عملة ضبط أجنبي يهرب تراب في زجاجة كما إن المباحث ضبطت في وقت سابق مجموعة أجانب يقومون بتهريب العاج في شكل بدرة بعد طحنه بواسطة طواحين خاصة ,وأضاف بيومي في
حديثه إن هناك من يهربون الرملة التي تستخدم في عدة صناعات كالزجاج بأنواعه المختلفة والكريستال وتعد الرمال مواد خام يتم تهريبها وتحليلها لكن غالبا لا تأتى نتائج التحليل إلى السودان ومن ناحية أخرى في إطار المنطقة الغنية بالمعادن يتم تهريب التراب إلى الخارج للكشف عن وجود
المواد المشعة وتسال بيومي عن السلطات المحلية التي أتاحت تهريب التراب وعدم اكتشافهم معتبرا الأمر لا علاقة له بالتجسس لكونه عبارة عن تهريب من اجل الاستخدام حيث يهرب التراب بغرض استخلاصه و تصنيعه في الخارج لأنه قد يتم ضبط الحجر إذا كان شكله كامل لكنه لا يلفت الأنظار كثيرا إذا كان عبارة عن بدرة كما إن العاج أيضا يتم تهريبه في شكل بدرة تراب الوطن هو بعيدا عن كونه مكون أصلى للدولة يعد تعبيرا يستخدم للإشارة إلى الأرض وهنا تبدو كلمة سادة رمز سيادة الوطن أكثر وضوحا لكون الأرض هي الوطن وليس التراب الذي قد تعبث به الريح وتنثره لكنه الأرض التي تبقى في كل الأحوال وهى ما يجب القلق بشأنه و الذود عنه ولكن هناك في الأفق تلوح حلايب ومعها لشاتين وهنا آبيي أراض سودانية تتنازع فيها الدول و توجب الفصل ويظل التراب هو نتاج تلك الأرض تسال مراقبون أليس من الأولى الذود عن الأرض الأم التي تنجب الابن التراب ؟
القانوني محمد الحسن الأمين يرى بان النظرة إلى تهريب التراب إلى الخارج تتوقف على الغرض من إرسال التراب إلى الخارج فإذا كان الغرض من إرسال كمية من التراب السوداني بكمية محددة وكان الغرض من عملة حرة فان السودان قد صدر عدد من المعادن كالكروم الخام عبارة عن حجار إضافة إلى معادن أخرى كما صدر السودان طمي النيل إلى دولة الإمارات وصدر السماد الطبيعي هذه الأهداف من التصدير لا ينظر إليها باعتبارها انتهاك لحرمة تراب الوطن لان حرمة تراب الوطن عبارة عن تعبير مستخدم وليس مسالة تمنع الاستفادة من التراب ويمكن إرسال عينات من التراب لمعرفة نسب التركيز بالنسبة للمعدن ويتم إعادتها مرة أخرى وإذا لم تعاد لا تؤثر فهناك دول التي تصدر الزهور وتكون هناك كمية من التراب العالق على جذور النباتات ويصدر مع الزهور وتقوم الدولة المستوردة بفحصه مخافة إن تنقل أمراض تربة وتصدير التراب لا اعتقد إن لديه علاقة عميقة بسيادة الدولة طالما تعود منفعته إلى الوطن و المواطن أما من الجانب السيادي فلا يسمح بتهريب الأرض السودانية سواء عبر الحدود أو غيرها ففيه اعتداء على حرمة و رمزية التراب عند الاستخدام لأغراض التعدين أو غيره ففيه مساس بالوطن أما إذا كان التراب من اجل التعدين فوزارة التعدين تعمل على إرسال العينات عبر قنوات رسمية و إجراءات قانونية يجب إن يتم عبرها إرسال العينات فإذا كانت النتائج ايجابية تخضع الأمر بعده للإجراءات القانونية خاصة بالنسبة للشركات الأجنبية دون مقابل إما تهريب التراب فهو ممنوع بغض النظر عن الإساءة أو عدمها أحيانا تحمل كمية تشكل نسبة من الذهب كان يتم تهريب خمسمائة كيلو تراب على شكل عينات لكن في الحقيقة العينات تكون تحتوى على كمية من الذهب وهذا يعتبر تهريب حقيقي دون استخلاص ولا يظهر انه فعلا ذهب .
جواهر جبريل
صحيفة ألوان