لو أن الرجل الذي اقتحم موقع نشاط الحركة الإسلامية أمس الأول كان صادقا و بصيرا بحقه و مطلبه المزعوم لدى الأمين العام للحركة لما اختار الطريق الذي سلك و هو بالقطع طريق لا يمكن أن يمهد لنيل حق .
و كان طبيعيا و منتظرا ألا ينصرف الشيخ الزبير محمد الحسن عن شكاية الرجل رغم النهج الذي أتبع و لا شك عندي ان مسعاه لن يتوقف حتى يعلم إن كان للرجل حقا عليه و يستوفيه له .
هذا الرجل يصلح أن يقوم مقام أهل السودان و هم ينتظرون حقا يرجون الحركة أن تقوم به عنهم و لهم.
و ما كان شعب السودان و أهل السودان يقومون مقام الالحاح في الطلب و المطلوب واضح و المرجو قريب و قادر .
شكاية الرجل تحمل ما ظل يستبطنه كثير من الناس بإتهامات فساد لأهل الحكم و دون توقف عند صحتها أو بطلانها فإن العناية بها لازمة لاسيما و أنها تفشت و أضحت واحدة من أساليب من يتربصون بالحكم و الحركة و يطلبون بما هو حق و مطالب عندما يكون للمطالب صليل و صوت .
و الناس يريدون أن يطمئنوا إلى أن الحكومة و الحزب و هما يقومان على قواعد نهج و فكر الحركة و بعضا من رجالها ان تضع نهجا يؤكد القوة في توخي النزاهة و العدالة و مطاردة الفساد و ان يقوم في الناس من يحسم كل دعوى تروج أو يروج لها حتى يستبين أمرها .
و الناس اليوم في عسر شديد من معاشهم و عنت لا يجوز معه أن يسير فيهم اهل الحكم و الإدارة بسيرة غض الطرف عن الشكايات و قسوة الحياة و صعوبة الحصول على الطعام و الضرورات لسائر الناس ناهيك عن فقرائهم.
أهل السودان صبروا و صابروا و يستحقون جزاء هذا الصبر الطويل يسرا في العيش و ليس رغدا فيه و هم يعلمون أن الحركة و الحزب و الحكومة قاموا على شأن السودان سنوات طوال مضت و كانوا أمناء على أمنه و أسسوا ما يصلح لتجاوز كل ضيق في المعاش و يسوق البلاد و العباد إلى نهضة أكبر .
و يسر المعاش و سنن حرب الفساد هما ما يقوم عليه دين الله في الأرض و طريق الحركة الإسلامية أن تقيم نهجها و تبسط فكرها في الحياة سيكون متاحا و واسعا من هذا الباب الواسع .
و الحركة هي الأقدر أن تؤسس لهذا و تصلح من قيام نهج يبنى عليه بنيان اجتماعي قوي يقوم فيه عامة الناس بشأن الدين و أمر الحياة الدنيا.
ليت مراجعات الحركة الإسلامية في مؤتمرها غدا تقوم على هذا و تجعله من بين أهم ما تنجز إذ الأمل فيها معقود و الرجاء منصوب.