هنا القاهرة.. وأنا اتطمش بشوارعها ودهاليزها.. مستشفيا غير متفسحا.. بعد أن قنعت من مساككة الأطباء وبعض أشباه الأطباء.. في السودان.. وكرعي حفن.. وجيبي حفا.. وحلقي جفا من تكرار ما أعانيه من أعراض “والله قاعد أقح مرة مرة وقاعدة تكتم معاي.. الخ” وبينك وبين نفسك ومن تكرار الكلام دا تقول أريتا الكتمة كان فطستني تأسيا بقصة صاحب التمساح اللقاهو التمساح وعضاه في كراعو وكل ما يجي زول يسالو ويبتدي يحكي.. عن التمساح وكيف عضاه.. لحدي ما زهج وقال لهم اريتو كان أكلني أخير لي من أقعد أعقب في نفس النضم طول النهار.. أغرب حاجة تدخل للدكتور يقول ليك “خير؟”.. يعني منتظرك تقول ليهو “والله جايك داير بنتك” وانت يا الله تمشي.. ويا الله تقعد في الكرسي قدامو وتشهّد.. أعزائي الأطباء عليكم الله لو دخل عليكم زول قولو ليهو “سلامتك” فهي بداية موفقة للحوار المرضي.. أعاني بعض المشاكل في الجهاز التنفسي.. كنت أشحد إن شاء الله ربع رطل أكسجين اتنفسو.. ما عشان أزيد من طاقة جسدي المنهك المنحول المبري.. لكن ربع الرطل دا عشان أقدر أقح بس.. فكانت الضحكة تكلفني ثواني من القحة وتعقبها ثواني من الكتمة ثم تواني من الصمت المريب يحسه من حولي.. ولم أعلم ما خطورة الكتمة في الحفلات إلا بعد أن جربتها في رئتي العليلة.. فإن كنت في حفل بهيج و صاح بعض الشباب كتمت اعلم انها غاب قوسين أو أدنى من القيامة.. فعليك بالجري إن استطعت “تجري من القيامة”.. أو تبقى راجل وتقول الموت وسط الجماعة عرس.. خاصة لو كانت الكاتمة إنتاية مجازا من ذوات العضلات ملباعات الدلوكة ملعلعات غير مبالايات باضنين المستمعين وعندما تكورك يخيل لك انها نفخة الصور ولو كانت الغنية من أغنيات الطرق والجسور “نطلع الكبري وننزل منو.. وتاني نطلعو.. وتاني ننزل منو”.. تعتقد أنكم على وشك المرور علي السراط.. وشيالات صارات راقصات هازات الكتوف.. أصبحنا جمعيا من هزازي الكتوف رقصا, فحققنا المثل “الكتوف اتلاحقت”.. ليس جميع أطبائنا بذلك السوء.. لدينا من الأطباء ما نفتخر ونفخر به.. لكن الطبيب براهو ما بيسوي شي.. الإمكانيات.. فساد الأدوية والمعدات.. اعتبار الطب تجارة من بعض الأطباء.. دخلت على أحدهم وقبال ما أقول بسم الله عاين لي من تحت النضارة “نظرة من تحت النضارة نظرة مخيفة ورثت الخوف منها من أيام أنا تلميذ ومدير المدرسة صاحب نضارات وعيون حمر وغلاد.. ولما يعاين لك من تحت النضارة اعلم أن هناك عشرة جلدات محمداتنك”.. قال لي الطبيب من تحت النضارة” انت عندك أزمة”.. حتى بعد داك سالني بشتكي من شنو حكيت ليهو وصلت حتة انو سدري قاعد يسكسك.. هنا لفح السماعة وقال لي أرقد هنوووووك.. رقدت.. ختا السماعة حركها أربعة مرات.. مرقا من اضنيهو وعاين لي وقال “آآآآآي والله.. سدرك قاعد يسكسك”.. وأنا أزرر في رزاير القميص قلت ليهو “الحمد لله.. يعني أنا ما طلعت كضاب”!
.. نواصل