تتقدم هذه الأيام الأزمات والصيحات التي تحيط بنا بدءاً من إطار المنازل حتى الأبواب وإلى الشارع والعمل.. الشيء الذي يجعل البحث عن حلول ومخارج لكل الصعاب أمراً وارداً في الذهن بشكل دائم.. وتبدأ من هنا فكرة البحث عن مخرج قد يكون بحثاً صحيحاً أو خاطئاً ممثلاً اختلاجات النفس إن كانت متفائلة أو متشائمة.. فإن كان المبحوث عنه شيئاً مثل الذي تبحث عنه ربات المنازل في المستودعات والميادين لتدرك به مطبخها البائس أو ذلك الأمل الذي يتعلق بجوهر الحياة شيئاً كبيراً.. فإن بعضاً من الاختيار يكون مقوداً لي لإدراك ذلك الشيء.
فما بين بحث عن الغاز هذه الأيام وبعض المخارج لحاجاتنا النفسية والروحية التي تتشابه في الأساس.. ومطبخ النفس والروح ومطبخ الأكلات هو غياب الموقد الأساسي.
فربما قادنا اليأس إلى شيء من الرجوع إلى الوراء كثيراً.. تماماً مثل ما تعود ربة المنزل وهي تحمل أنبوبة الغاز من المستودع خالية وهي تعرف أن هناك من ينتظرها من أجل طبخاتها زاداً لليوم.
فلماذا إذاً نتعجل الخلاصة للحياة وهي تتسلل إليها وما علينا إلا الصبر ثم الصبر ثم الصبر.. كيف يتجفل هذا الصبر عنا ونحن كثيراً ما نكون في حاجة إليه إلى جوارنا.. فهو خير لنا لأنه محور في لحظة ما في حياتنا.
فكيف نتواءم مع فكرة الصبر ونحن لا نملك غيره.. ونخشى أن نقع تحت طائلة التجزع والتخوف واليأس والقنوط.. وأهلنا يقولون «بكرة أحلى» ولزاد الصبر.. «والصبر عاقبو الحلو».
آخر الكلام:
قد يكون الكلام سهلاً وأيضاً التنظير سهلاً والمواجهة صعبة وتجرع اجترار تجارب سلفنا في الحكاوى هو السلوى أيضاً سهلاً.. وكان أهلنا يقولون «الجمرة بتحرق الواطيها».