ياما في الغناء (مظاليم) 2-3

توقفنا بالامس عند حكاية ذلك الفنان الشاب الذى اصيب بالإحباط بعد وصف مسؤول كبير بقناة فضائية لشكله بصورة غير لائقة، الامر الذى جعله يخاصم تماماً القنوات الفضائية ويختار ان يتواصل مع جمهوره عبر الحفلات فقط.
وبعيداً عن (الشعارات المزيفة) التى يرفعها إعلامنا المرئي عن عدم تمسكه بـ(شكل) الفنان، وبإهتمامه فقط بمنتوجه الابداعي وموهبته، سنجد ان بعض الممسكين بمفاصل عمل تلك القنوات، يخادعون انفسهم بصورة مباشرة او بأخرى، فبعضهم يتمسك بـ(الشكل) دون ان يرتجف له (جفن خجل)، اما آخرون فيتعمدون الاهتمام بالفنانين-الفوتوجينك-على من سواهم، دون ان يضعوا في اعتبارهم انهم بذلك يسهمون فعلياً في تردي الذوق العام، فليس كل فنان صاحب (مظهر جميل) مبدع.!..والمظاهر نفسها خادعة في احايين كثيرة، لذلك فهي دعوة لكل القنوات الفضائية بأن تسعي لمنح كل الفنانين اهتمامها بعيداً عن تلك المعتقدات البغيضة والغير سوية، وقبل كل هذا عليهم الا ينصبوا انفسهم (اوصياء) على المشاهد، فهم ليسوا الجهة التى تحدد الفنان الذى سيقبله المشاهدون من الآخر الذى سينفرون من الشاشة حال رؤيته.
امر آخر يتعلق بالفنانين المظلومين داخل الساحة الفنية يتمثل في ايمانهم الشديد بموهبتهم، ورفضهم الدائم عدم تقديم اي (تنازلات) من اجل الظهور عبر شاشة قناة فضائية، مؤكدين ان موهبتهم هي التى يجب ان تفرض نفسها، وتلك بالطبع هي القاعدة التى يجب ان تسود، لكن مع الاسف وفي السنوات الاخيرة ظهرت معايير اخرى فرضت نفسها على الواقع، من بينها (الصداقات)-اي ان المنتج الفلاني او المعد الفلاني يسخر كل امكانيات القناة من اجل صديقه الفنان العلاني-وذلك شئ مؤسف للغاية، خصوصاً اذا ماجئنا لإكتشاف كارثة كبرى اخرى تتمثل في (ضعف) موهبة ذلك الفنان، ليقع ظلم (تلقائي) على أصحاب الموهبة الحقيقية بسبب سياسة (صاحبي وصاحبك).!
امر آخر هام للغاية ساهم في اتساع رقعة (مظاليم) الغناء في السودان، وهو ضعف قدرات الكثير من المنتجين والمعدين لبرامج المنوعات، الامر الذى يمكن ان يصل الى حد جهلهم التام بالفنان صاحب الموهبة من الآخر، فيما ينصب كل إهتمامهم على ملء شواغر البرامج الموكلين بإنجازها ولو كلفهم الامر الاستعانة بفنان هاو (من الشارع)، تلك النقطة التى يجب ان يركز عليها القائمين على امر الفضائيات، وان يخضعوا استضافة اي فنان يطل عبر الشاشة لمعايير عديدة من بينها الشرط الاساسي بضرورة توفر (الموهبة) لذلك الفنان.
غداً احدثكم عن ابرز مظاليم الغناء في السودان، واحكي لكم عن الكثير من الحكايات الموجعة عنهم والتى اجبرت بعضهم على ترك الغناء نهائياً، بينما ساهمت في انزواء الآخرين لـ(حين ميسرة).

(غداً نواصل)

Exit mobile version