تلقت “مَهرة” الفتاة الإثيوبية ذات الملامح النيلية تصريحات الرئيس البشير بخصوص سد النهضة بحفاوة كبيرة، وقالت لـ(اليوم التالي) وفي عينيها يشع بريق أمل: “البشير يذكرني بمليس زيناوي، يتشابهان كثيراً حتى إنك لا تستطيع أن تفرق بينهما في الصور”..
مهرة التي تعمل بأحد الفنادق في العاصمة أديس أبابا تحمل مشاعر ود خالصة للرئيس السوداني، وتقول إنه يدافع عن حق الشعب الإثيوبي في بناء سد الألفية رغم الهجوم الذي يتعرض له من الإعلام المصري، الحفاوة بتصريحات البشير تستطيع أن تلحظها في المحال التجارية وجلسات القهوة المنتظمة، وكذلك في الصحافة حيث تتصدر صوره الصفحات الأولى، كما أنه لم يعد مدهشاً أن تتسلل إلى أذنك أصوات المغنين السودانيين في أديس أبابا، ولكن ما يثير الدهشة صراحة هو المتابعة اللصيقة للشأن السوداني، والمشاهدة العالية التي تحظى بها الفضائيات السودانية هناك، النيل الأزرق والشروق وقناة أم درمان وأنغام على وجه الخصوص.
في المطعم السوداني بأديس تنتصب صورة الرئيس البشير على الحائط وعلى مقربة منها صورة رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين، فيما يشير “هايلي أوهار” مواطن إثيوبي، إلى أن ملامح التشابه بين الرئيس الراحل زيناوي والبشير توحي بأن روابط الدم هي الغالبة، قالها ضاحكاً: “كأنهما توأم” وأضاف أن مساندة السودان لبناء السد “جلبا الفخر للشعب الإثيوبي”، وبالرغم من أن الناس هنا لا يفضلون الحديث في السياسة كثيراً، إذ من الصعوبة أن تجد مواطناً يثرثر حول الوضع العام، علاوة على أن الشارع في (أديس أبابا) لا يعبأ كثيراً بالتهديدات المصرية، ويصطف خلف حكومته بقوة، وفي الوقت نفسه يشهر صور الرئيس السوداني بوصفه رئيساً لدولة تعني لهم الكثير، وبحسب هايلي فقد ارتفعت شعبية البشير في إثيوبيا بسبب موقف الخرطوم من سد النهضة، وهي ذات الجملة التي كررتها سارة التي تقدم القهوة في (الشيراتون) القابع في قلب العاصمة الماطرة.
صحيفة اليوم التالي