تصاعدت حدة الهجوم من الأذرع الإعلامية تجاه السودان الشقيق على خلفية التصريحات التي أطلقها الرئيس عمر البشير ضد الممارسات المصرية بحق أبناء شعبه في الداخل المصري، فضلاً عن التطرق إلى العديد من الملفات الشائكة التي كشفت عجز العسكر في إدارة الملفات الدبلوماسية وحالة الوهن التي أصابت الدولة تحت حكم الانقلاب.
وعلى الفور استحضر الإعلام المؤيد للانقلاب الاتهام المعلب الذي يلحق بكل الأسماء التي تهاجم سلطات الانقلاب باعتبارها عناصر تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وشن هجومًا لاذعًا على الرئيس السوداني باعتباره الموالين للتنظيم في بلد الجوار وأحدث المنضمين للمؤامرة الكونية التي تحاك ضد عبدالفتاح السيسي، متجاهلين أن البشير كان أبرز المباركين لتنصيب قائد الانقلاب على كرسي الحكم.
وفتح الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية سيد علي الباب أمام اتصالات الجمهور عبر برنامجه على فضائية العاصمة، من أجل الهجوم على البشير، والتأكيد أن الحديث عن أزمة حلايب وشلاتين في هذا التوقيت الهدف منها إحراج نظام السيسي لصالح جماعة الإخوان.
وبات البشير أحدث الرؤساء المنضمين إلى لائحة الأذرع الإعلامية، والتي بدأت مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب التعليق المسرحي لطائرات الأباتشي في أعقاب انقلاب 3 يوليو، قبل أن تطول رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون على خلفية إهانة السيسي في زيارته الأخيرة إلى العاصمة لندن، وبينهما كان حاضرًا الرئيس التركي أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد، لينقلب إعلام العار على الرئيس القابع في الخرطوم.
https://youtu.be/duW6gcESsl4
وزعم شيخ قبائل حلايب محمد طاهر الدو أن البشير ينتهز كل فرصة لأي هجوم على مصر ليتحدث عن حلايب”، مدعيًا أن ما أسماها أجهزة الإخوان المسلمين وهي الجبهة الإسلامية القومية في السودان هي التي تحرك المشهد في الخرطوم بعد أن انتهت من جميع العسكريين وتبقى منهم فقط البشير، وهم من يوجهون البشير لإصدار هذه التصريحات.
ودخل القيادي بحزب التجمع رفعت السعيد- المقرب من الأجهزة الأمنية- على خط شماعة الإخوان، زاعمًا أن الانتماء الفكري للبشير ليس بعيدا عن الجماعة، دون أن ينسى وضع “التآمر على مصر” في جملة مفيدة.
وتجاهل إعلام السيسي أن الأزمة بدأت منذ ترسيم الحدود عقب خروج الاستعمار الإنجليزي من البلدين، وأن الشكوى التي تقدمت بها السلطات السودانية كانت في عهد الرئيس جمال عبدالناصر في عام 1953 عقب نشر القوات المصرية في المثلث، واتفق الطرفان آنذاك على تجميد الشكوى مقابل سحب القوات، حتى تم تحريكها مجددًا بعد إدراج حلايب ضمن مسرحية الانتخابات البرلمانية.
https://youtu.be/4jXPbutAdW0
كتب- هيثم العابد
بوابة الحرية والعدالة