{ في الوقت الذي تظل الحكومة تتحدث فيه بين الحين والآخر عن محاربة مظاهر الترف الذي تمارسه المؤسسات الحكومية في الإنفاق من المال العام والخزائن التي يفترض أن توجه لخدمة الأولويات والتي هي غالباً في ذيل القوائم تحتل المرتبة الأخيرة اهتماماً ومتابعة وهي التي يفترض أن تكون الأولى اسماً ومعنى لكنها سياسة (جلداً ما جلدك جر فيه الشوك)، والجلد جاب الدم لكن لا أحد يرأف أو يرق قلبه في الوقت الذي تطلق فيه الحكومة بين الحين والآخر غاز التخدير من شاكلة هذه التصريحات يظل الحال كما هو عليه ولا حياة لمن تنادي، ولعل المرارة التي كانت طابع حديث سعادة الفريق “أحمد التهامي” النائب البرلماني ورئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان خير (توصيف) لمقدار ما شاهده من مهازل تذبح فيها كل الشعارات جهاراً نهاراً وتصبح مجرد استهلاك ما عاد حتى يستحق الاستماع ناهيك عن الاهتمام.. ودعوني عند الفريق “أحمد التهامي” أرفع القبعة تقديراً واحتراماً للرجل الذي يؤدي واجبه البرلماني بكثير من الصدق والشفافية وهو يتحدث في ملفات يتعمد بعضهم أن يتجاهلها.. وإن فتح الله عليه وتحدث عنها فإنه يمارس (فقه الطبطبة) اللا بجدع لا بجيب الحجار.. والفريق “التهامي” قال في معرض حديثه داخل البرلمان والذي تداول خطاب وزارة العمل عن التدريب.. قال الفريق “التهامي” بالحرف الواحد إن الوزارة ومثيلاتها يرفعون شعار تدريب العاملين لكنهم في النهاية يستعينون بالمستشارين بالكوم.. والأدهى والأمر أن هؤلاء ليست لهم وظيفة في الهيكل الإداري وهي وظائف الأولى بها هؤلاء الذين تدربوا وتدرجوا في الوزارة أو الولاية أو المؤسسة المعنية.. والنائب البرلماني المحترم وضع يده على الجرح تماماً وضغط عليه لدرجة أن تنفث الدم الفاسد فيه.. إذ كيف يعقل أن تنفق الحكومة الملايين لتدريب موظفيها ثم تركتهم في الرف بلا مهام ولا وظائف فيتساقط منهم ما حملوه من ملفات التدريب والتأهيل وبالتالي تفقد الجهة المعنية حق الاستفادة من هؤلاء وهم بالتأكيد أغلبهم في سن الشباب والعطاء والنضوج الوظيفي.. لكنهم مرغمون أن يمارسوا (البطالة المقنعة) وغيرهم يأخذ حقاً ما حقه تدرجاً في السلم الوظيفي أو تمتعاً بالحوافز والمستحقات التي تعطي لهم على غير وجه حق.. وكله لا يخرج من باب المجاملة الودت البلد في ستين داهية.. والوالي الفلاني يصطحب معه أولاد دفعته ليكونوا مستشاريه فيطيح بكل الحرس القديم لسلفه الذين أنفقت عليهم ملايين متلتلة في إيجار المقار والنثريات والعربات وكان أولى بها أن تصرف لصغار الموظفين العقاب الذين يقومون بكل العمل والسادة (البهوات) في مكاتبهم يرتشفون الشاي والقهوة في انتظار مشورة عابرة (ده كان جات) .
الدايرة أقوله إن الواقع يمد لسانه لكل ما يقال وهي أقوال ينبغي أن تخجل قائليها وهي تدخل في تصنيف (الافيهات) التي تقال في وسط النص لاستجداء مشاعر المشاهدين والجمهور لكن الفرق بينها وافيهات السادة المسؤولين الكرام أنها تجلب الحسرة والبكاء.
كلمة عزيزة
{ لماذا هددت الوزيرة “مشاعر الدولب” بعد أن رحبت بطلب رئيس اللجنة الزراعية بالبرلمان بمساءلتها حول صناديق الضمان الاجتماعي بأن تفضح أسماء من يثيرون القضايا حول مزاعم الفساد في صناديق الضمان.. (وكشفت) عن أن من يبثون هذه المزاعم يقومون بذلك لأسباب وقضايا شخصية.. و(أكدت) أن الصناديق تمت مراجعتها بواسطة المراجع العام وبالتالي فإن السيدة الوزيرة عايزة تقول ما في فساد ولا يحزنون والمراجع العام هو من يمسك بملفها وعلى من يتحدث أو يثير شبهة فساد.. فهو المفسد وصاحب المصلحة الشخصية في إثارة الغبار حول هذه الصناديق.. طيب يا ستنا الوزيرة طالما أنتِ متأكدة كده من نزاهة وبراءة هذه الصناديق لماذا لا تقومين بتحويل القضايا المثارة للتحقيق الفوري وحينها تلقمين من يتهمها حجراً من نوع الخرصانة المسلحة!!.. لكن المهم في حديث الست الوزيرة وهي المسؤولة النافذة التي تتمتع بالحصانة والضمانة مسألة معرفتها بأسماء مفسدة.. لماذا لا تكشف هذه الأسماء ولماذا لم تذكرها آنفاً أي قبيل إثارة موضوع صناديق الضمان والجهاز الاستثماري الذي تتبع له.. ولك الله يا بلد!!
كلمة أعز
{ غداً نحاول الإجابة على سؤال مهم عن البرامج التلفزيونية في فضائياتنا أزمة أفكار أو أزمة مقدمين