محمد عبد القادر : الانقلابيون داخـل الاتحـادي.. اسـتهداف الزعيــم!!

قناعتي الخاصة تقول إنّ أيِّ حَل للأزمة الاتحادية لا يمر عبر بوابة السيد محمد الحسن الميرغني لن يكون ذا جدوى، كل الجُهود التي تستهدف إنهاء سيطرة الرجل على مقاليد الأمور داخل الحزب الكبير ومن وراء ظهره (زراعة خارج الترس) طالما ظَلّ مُنفذوها يرفعون لافتة الحزب الاتحادي الديمقراطي ويُناورون باسم السيد محمد عثمان الميرغني.
نعم الاتحادي هو السيد والختمية هم الفضاء التي تتجلى فيه سطوة الرجل وتأثيره في منطقة مقفولة لن ينازعه فيها أحد.
أمس قــرأت خبراً مفاده أن مجموعة إصلاحية أسمت نفسها (حركة العمل الجماهيري والقيادات) بقيادة الشيخ حسن أبو سبيب قررت عزل السيد محمد عثمان الميرغني وتكوين مَكتب سياسي في خطوة انقلابية تَأتي كتعبير عنيف عن عزل السيد الحسن الميرغني لهؤلاء القيادات في أعقاب التطورات الأخيرة داخل الحزب.
ربما تكون الخطوة تكتيكية من قبل هذه القيادات التي عَـانت كَثيراً من صَمت الميرغني إزاء مَا حَاقَ بهم من عزل وتهميش وإقصاء بواسطة الميرغني الابن، القيادات تهدف في أغلب الظن إلى جَــر الميرغني لكمين المؤتمر العام حتى تسهل عملية تهديد وضعية الحسن الميرغني داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي، لكن من المُؤكّد أنها خُطوة غير مَحسوبة تمثِّل قفزة في الظلام لأنها جاءت على غير مُحاولات الإصلاح الماضية مُستهدفة للزعيم بشكل مُباشر.
محصلة الأمر تقول إنّ الميرغني يمسك ببراعة بخُيوط اللعبة داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي، وإنّه الحزب والتنظيم والقيادة وإنّ الباحثين عن موطئ قدم لا يمر من بين توجيهاته يُراهنُــون على أمر أقرب للمستحيل.
الأولى للذين يُحاولون الإطاحة بالسيد أن يكونوا حزباً آخر بعيداً عن لافتة الحــزب الاتحـادي الديمقراطي، وطائفة الختمية، لن يتوقع أحدٌ الحزب بدون الميرغني ذلك لن يكون الاتحادي سيكون حزباً آخر بينما يحتفظ الميرغني بمقاماته التاريخية وحُظوظه السياسية وقداسته الدينية.
السيناريو المُتوقّع بعد غياب عراب الانقلاب أبو سبيب أن تتسابق قيادات الإصلاح الى الاعتذار للرجل في (الخاص) وأن تتساقط قيادات الثورة تحت أقدامه طَالبةً العفو والبركة مثلما يحدث في كل مرة.
التهور الذي ظَلّ يُــلازم تحركات الإصلاحيين سيخسر خسراناً مُبيناً لأنه وفي لحظة عدم وعي جعل الميرغني (ذاتو) هدفاً للإصلاح وَهَدّد وضعية الزعيم الأمر الذي سيقوي بالتأكيد من شوكة السيد الحسن الميرغني داخل الحزب.
الأجـــدى للقيادات التي تنازع محمد الحسن الميرغني تفويض والده وحُبه كذلك أن تتعايش مع الأوضاع داخل الحزب أو تَسعى لتغيير ناعم من الداخل يُراعي حَساسية عدم الدخول (بين التفاحة وقشرتا) أو مُغادرة الحزب وتكوين آخر بعيداً عن لافتة الحزب الاتحادي الديمقراطي والطائفة الختمية، يجدر بهؤلاء الإصلاحيين إدراك أنهم يحصدون الآن صَمتهم على تغييب مُؤسّسات الحزب في السنوات الماضية، وعليهم أن يدركوا أنّ السيد محمد عثمان الميرغني هو المالك الحصري للحزب الاتحادي الديمقراطي والراعي الرسمي للطائفة الختمية.

Exit mobile version