كل أزمات السودان في علاقاته الخارجية سببها إسرائيل وليس أمريكا .. هذا الأمر لا يحتاج لكثير جدل ونقاش.
أمريكا بالون كبير تنفخه “تل أبيب” وتنفسه أيضاً متى ما أرادت! ومراكز الاقتصاد في الولايات المتحدة وأوربا تملكها وتسيطر عليها رؤوس (يهودية) كبيرة .
في ألمانيا التي تظهر خارجيتها وداً للتعاون مع حكومة السودان لإنهاء الحرب في بعض الأطراف وتحقيق السلام، حاول صديقي أن يفتح قنوات للتواصل التجاري مع شركات ألمانية، فهاله أن الكثير من الشركات يديرها (يهود) وأنهم رفضوا بشدة توريد أي سلعة للسودان، لكنهم مستعدون في أي لحظة للتعاون مع (جنوب السودان) الدولة الغائبة عن خريطة الاستقرار والاستثمار منذ انفصالها عن الدولة الأم !
إسرائيل تحاربنا بشراسة وتقطع كل حبال ارتباطنا بالخارج، إلا من جيوب عربية وأفريقية محدودة، وحتى هذه تقدم رجلاً وتؤخر أخرى تجاهنا، وتضخ مالها في خزائن إفلاسنا (بالقطارة)!
مصانع الألبان الأوربية لا تريد التعامل مع السودان، خوفاً من أمريكا، وأمريكا لا تريدنا خوفاً من إسرائيل، وخارجيتنا المتوهمة على كل العهود، تظن عبثاً أن وفود الكونغرس وصغار مبعوثي وموظفي الإدارة الأمريكية يمكنهم – إذا اقتنعوا بسلامة موقف السودان في كافة الملفات – أن يوصوا برفع العقوبات عن السودان!!
ونحن نعادي إسرائيل لأننا إسلاميون ومبدئيون وندافع عن القضية الفلسطينية قبل (فتح) و(حماس)، وكلاهما يتصل بإسرائيل، الأولى علناً وعلى الملأ، والثانية سراً وعبر وسطاء!
واتصال “أبو مازن” وحكومته بدولة الكيان الصهيوني طوال السنوات الماضية، لم يسقط عنه شرعية الرئاسة الفلسطينية ولم يهدد مقعده في الجامعة العربية، ولم يثر ضده الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية ودول الشتات.
وحكومة السودان يمكنها أن تتعامل مع مبعوث أو سفير أمريكي (يهودي)، يمثل الولايات المتحدة، لكنها لا تريد التعامل مع (يهودي) آخر يمكنه أن يمثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وإسرائيل !!
وحكومتنا يمكنها أن تقبل أن تبيع (الفيلل الرئاسية) بشارع النيل بالخرطوم لشركة (خليجية)، وهي بدورها تبيعها أو تستأجرها – هي حرة – لمدة طويلة للسفارة الأمريكية !
والسفارة مقرها في الخرطوم .. والشركة الخليجية مقرها في “الدوحة” أو “دبي”، الوسيط أبعد لكنه أقرب!
حالة (إدمان الوسطاء) حالة مرضية مستعصية تعاني منها حكومة السودان منذ أكثر من عشرين عاماً.
وما لم تتحرر “الخرطوم” من (عقدة) الوسطاء وتدير ملفاتها مباشرة مع (أصحاب المصلحة) و(أصحاب العمل) في العالم، فإنها ستظل هكذا تدور في حلقة مفرغة.
{سبت أخضر.