تحالف جديد للمعارضة … ما بين الآمال والمخاوف

يشهد رحم الواقع السياسي بالبلاد هذه الأيام تخلق تحالف سياسي جديد معارض للحكومة، قوامه 40 حزباً سياسياً، قررت مكوناته – بحسب أسامة توفيق الأمين السياسي بحركة الإصلاح الآن الذى تحدث لـ آخر لحظة – الإعلان عنه فى غضون 10 أيام، وبالرغم من أن توفيق رفض الإفصاح عن القوى المكونة للجسم الجديد، إلا أن تقصي الصحيفة قادها لتأكيد مشاركة حزب الأمة القومي بحسب إفادة الفريق صديق، نائب رئيس الحزب الذي قال إن من ضمن المشاركين أيضا تحالف (قوت).

٭ رسائل متعددة
أسامة توفيق يبدو أنه أراد التخفيف من مخاوف تحالف قوى الإجماع الوطني الذى يضم قوى اليسار وأحزاب أخرى مثل البعث والناصري، بجانب الإتحادي الموحد، وحشد الوحدوي، حتى لا تعتبره خصماً على نضال المعارضة، حيث بين أن التحالف الجديد يهدف لتوحيد المعارضين فى جبهة واحدة لرفع معنويات الشعب الذى ساءه تشتت الأحزاب، ولإرسال رسالة للمجتمع الدولى بأن المعارضة السودانية، جادة ولكي يعرف المؤتمر الوطني أن القضية جد.

٭ أهداف ومرامي
الأمين السياسى للإصلاح الآن أبان أن تحالف حزبه مع الأحزاب الأخرى ليس تحالفاً موازياً لتحالف قوى الإجماع الوطني الذي يرأس هيئته القيادية فاروق أبو عيسى، ومن مراميه انضواء كل التحالفات الأخرى تحت لوائه، بما فيها قوى الإجماع، مضيفاً أنه يمكن أن يسمى فى الوقت الحالى تحالف كيانات، كما أنه لايشترط إذابة القوى السياسية أو حلها، وأورد أن التحدي الذي يواجه التنظيمات هو التوحد، وإذا تم ذلك فإن النظام سيخضع لإرادة الجماهير.

٭ ميزان للحكم
وبالمقابل يقول المتحدث باسم حزب البعث محمد ضياء الدين إن أي تحالف معارض يتم تحديد الموقف منه وفقا لبرنامجه وقواه، ونحن بشكل عام مع وحدة المعارضة في إطار معارضة حقيقية تستهدف إسقاط النظام والاتفاق على إقامة بديل وطني ديمقراطي على انقاضه، وبموجب موقف التحالف الجديد من هذا الخط نحكم له أوعليه.
٭ مخاوف
حزب المؤتمر السوداني الذي يقوده إبراهيم الشيخ قال على لسان أمينه السياسي مستور أحمد إنه ومن حيث المبدأ الساحة مفتوحة للعمل، ومن حق أي قوى سياسية أن تتشكل في تحالفات، وليس لنا الحق في أن نرفض دخولها فى التحالف، ولكن من ناحية أخرى فإن أى أحزاب مهما تكن درجة معارضتها، فإنها تدعم مسيرة العمل المعارض، ومن الممكن أن تحصل منازعات بين التحالفات، إلا أنها إذا تمت إدارتها بصورة محددة فلن تكون هنالك مشكلة..

٭ وعبر أحمد عن أمله في أن يكون تحالف المعارضة الجديد تحالفاً معارضاً للمؤتمر الوطنى بصورة حقيقية، وأن لايكون خصماً على تحالف قوى الإجماع، وأضاف فقط إذا كان هنالك حزب معارض معنا فى التحالف ودخل فى تحالف آخر فإن المسالة تحتاج إلى وقفة، وإذا لم تتم إدارتها جيداً يمكنها أن تؤدي إلى اصطفاف وتغيير خارطة التحالفات السياسية المعارضة، وبالذات فى ظل التباينات الموجودة حاليا داخل قوى الإجماع الوطني .

٭ ضوء أخضر للإسلاميين
ساطع الحاج القيادى بالحزب الناصري قال إن قوى الإجماع مجمعة على أن تعدد مراكز المعارضة، ليس شيئاً ايجابياً، وقد سعينا سعياً حثيثاً لتجميع القوى السياسية من خلال مظلة التحالف، وتحركنا أكثر عبر نداء السودان الذى ضم حزب الأمة والجبهة الثورية، ولاتوجد مشكلة لانضمام القوى ذات الخلفية الإسلامية إلى تحالفنا، لأننا قبلنا من قبل المؤتمر الشعبي، مشيراً إلى أن الأحزاب الكثيرة ترهق حركة السياسة في البلد، ولايجعلها تتحرك بحيوية، ويفترض أن نتحدث عن ثلاثة أو أربعة أحزاب تضم كل الاتجاهات الفكرية.

٭ للشعبي رؤية
الأمين السياسى للمؤتمر الشعبى كمال عمر قال إن الناس أحرار فى اختيار شكل التحالفات وتنظيم أنفسها، وأن المهم فى هذه المرحلة أن تبنى أي تحالفات حول قضايا الوطن المتمثلة فى الاستقرار والسلام والحرية، بجانب الديمقراطية وكيف يحكم السودان، وإذا قامت على هذه الأسس ستكون تحالفات مفيدة ، أما إذا قامت على ردة فعل من أجل خلافاتها مع المؤتمر الوطني، تصبح مثلها مثل التحالفات الموجودة، ولاتخدم غرض، وتعيد تكرارالأخطاء نفسها، لأن المهم هو دعم الحوار الجاري الآن وقضاياه التى يناقشها.

٭ التحالف المطلوب
المؤتمر الوطني لم يمانع فى إنشاء وتكوين التحالفات، ولكنه تساءل عبر أمين أمانته العدلية الفاضل حاج سليمان عن برنامج القوى السياسية، وما إذا كانت تعمل لتفعيل الحوار الوطني، والتأكيد على التحاور كآلية أساسية لمعالجة قضايا الوطن أم لا ، وتابع إذا كان تجمع الأربعين بغرض توحيد الرؤية والجلوس على مائدة الحوار لإقناع الحكومة والقوى السياسية المشاركة بتلك الرؤية فإن هذا أمر مطلوب وايجابي، ويصب في مصلحة الوطن.

تقرير : لؤي عبد الرحمن
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version