تسيد الإرتباك صفوف تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض إثر استقالة رئيس هيئته العامة فاروق أبوعيسى، وتناقض مواقف أحزاب التحالف حيال تقرير بشأن اجتماعات “نداء السودان” بباريس في نوفمبر الماضي، وهو ما أدى لصدور بيانين متعارضين خلال الساعات الماضية.
وبحسب مصدر عليم لـ “سودان تربيون” فإن رئيس هيئة قوى الاجماع الوطني فاروق أبوعيسى تغيب عن الاجتماع رغم وجوده في البلاد وكلف الأمين العام للحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري ساطع الحاج بإبلاغ اجتماع رؤساء أحزاب التحالف بمنزل الراحل إسماعيل الأزهري في أمدرمان، يوم الأربعاء، باستقالته.
وأفاد المصدر بأن الاجتماع تجنب مناقشة استقالة أبوعيسى نسبة لمناقشة تقرير حول اجتماعات قوى “نداء السودان” بباريس والذي استنزف معظم زمن الاجتماع.
وأوضح ذات المصدر ملابسات صدور بيانين متناقضين خلال، مساء الخميس، مؤكدا أن البيان الذي تم نفيه لاحقا بتعميم صحفي ووصفه بالمزيف، هو الذي يعبر عن مضمون ومقررات اجتماعات رؤساء أحزاب التحالف المعارض.
وأضاف أن الاجتماع فوض لجنة من ضمنها السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب وجمال إدريس من الحزب الناصري والتيجاني مصطفى الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي وأحمد شاكر من حركة “حق” إلى جانب إثنين من السكرتارية لصياغة بيان يعبر عن المضمون والقرارات التي اتخذت بالإجماع أثناء اللقاء.
وأبان أنه بعد صدور البيان تحفظ رؤساء أحزاب المؤتمر السوداني، والتحالف السوداني وحزب البعث السوداني، على البيان، رغم أنهم لم ينفوا ما ورد فيه.
وأشار إلى أن مقرر لجنة الإعلام التابعة للهيئة العامة لقوى الاجماع الوطني أبوبكر يوسف أصدر تعميما صحفيا لوحده بدون الرجوع للهيئة العامة أو مجلس رؤساء التحالف، موضحا أن فاروق أبوعيسى هو المتحدث الرسمي باسم الكيان وليس أبوبكر يوسف.
وبرز خلاف حول البيان الذي من المفترض أن يعبر عما دار في اجتماع مشترك لمجلس الرؤساء والهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني بمنزل الزعيم إسماعيل الأزهري، يوم الأربعاء، لمناقشة التقرير المقدم حول إجتماع قوى “نداء السودان” في باريس.
وأفاد بيان صدر، الخميس، أن اجتماع قوى الإجماع الوطني قرر أن بعض المواقف والرؤى في اجتماعات باريس لا تعبر عن موقف قوى الإجماع الوطني.
وأكد البيان رفض التحالف لمشروع الهيكلة الرأسية لقوى “نداء السودان” والإكتفاء بالتنسيق القائم، ورأى أن ما خرج به اجتماع باريس بتشكيل مجلس تنسيقي رئاسي “صيغة غير مقبولة”، وقطع بتمسك التحالف باللجنة التنسيقية القائمة.
وكانت قوى “نداء السودان”، التي تضم المعارضة السياسية والعسكرية، قد أقرت في ختام اجتماعات قادتها بباريس، في 13 نوفمبر المنصرم، الاتفاق على مجلس رئاسي.
وقرر الاجتماع بحسب البيان أن الخطاب المعني (بالمشاركة في الإجتماع التحضيري والموقف من الحوار) والذي أرسله رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي بإسم قوى “نداء السودان” الى الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي “لا يعبر عن قوى الإجماع الوطني التي لا علاقة لها بالخطاب ولم تفوضه بذلك”.
لكن أعقب ذلك صدور تعميم صحفي في وقت متأخر من، ليل الخميس، مزيل بتوقيع رئيس اللجنة الإعلامية للتحالف أبوبكر يوسف، جاء فيه أن “البيان المزعوم حوى تزييفاً لوقائع الاجتماع وتشويهاً لمخرجاته”.
وتابع التعميم “إنه بيان زائف يعبر عن رأي من كتبوه فقط، ولا يمثل قوى الإجماع الوطني ولم يعرض على الأطراف ولا يعبر عن حقيقة ما اتفقت عليه هذه الأطراف في الاجتماع”.
وقال التعميم “اجتماع مجلس الرؤساء والهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني كان ناجحاً.. تناول ما جرى في اجتماعات قوى (نداء السودان) وأكدت الأطراف تمسكها بتحالف (نداء السودان) وتفعيله وتطويره، وستصدر بياناً مفصلاً حول الاجتماع الأخير”.
sudantribune