الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن الإسلام يحث على تقوية الأجساد وبنائها البناء الحسن؛ لعموم قول النبي ﷺ (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير) ويكون ذلك بالرياضات النافعة والمسابقات وغيرها من الوسائل الخالية من المخالفات الشرعية؛ خاصة إذا قصد بذلك التهيؤ للجهاد في سبيل الله وقد كان عليه الصلاة والسلام يسابق بين الخيل المضمرة والخيل التي لم تضمر، وسابق بين سلمة بن الأكوع ورجل من الأنصار، و قد يكون ذلك أحياناً من باب الترفيه عن النفس والترويح لها مثلما سابق عائشة مرتين فسبقته مرة وسبقها مرة وقال لها: هذه بتلك.
وكرة القدم بالطريقة المعهودة في زماننا هذا قد اشتملت على أمور ينبغي التخلص منها؛ حتى نسلم من المؤاخذة الشرعية، ومن ذلك:
• كشف العورات حيث جرت العادة بأن يلبس اللاعب لباساً قصيراً يبدو معه أغلب الفخذ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (الفخذ عورة)
• استعمال الصافرة من قبل الحكم وقد عاب الله عز وجل على المشركين بقوله (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) والمكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق. قال القرطبي رحمه الله: وذلك كله منكر يتنزه عن مثله العقلاء ويتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت.أ.هـ
• تضييع الصلوات حيث لا يسلم من ذلك ـ غالباً ـ اللاعبون ولا المشجعون، ولربما يجتريء بعضهم على الفطر في رمضان بدعوى أن المباراة مهمة.
• السباب والشتائم التي يتبادلها اللاعبون مع بعضهم وكذلك الجمهور في بعض الأوقات والتي توجه للحكم أحياناً.
• تضييع الحقوق الواجبة للمسلم من محبته والعطف عليه والدعاء له وبذل النصيحة معه لمجرد أنه من فريق يخالف أو ينافس فريقك، وأحياناً يُبْذل الحب للاعب أو المدرب الكافر لأنه من الفريق الموافق.
• إنفاق الأموال الطائلة على كرة القدم في استجلاب المدربين واللاعبين ورصد الجوائز التي لا ينفق عشرها على المتفوقين في العلوم النافعة ـ إنسانية وتجريبية ـ حتى ليمكن القول بأن رياضة كرة القدم عادت وكأنها غاية في ذاتها لا وسيلة لهدف أسمى، بل إنها الآن من وسائل تغييب الشعوب وصرف همتها إلى سفاسف الأمور.
الشيخ د. عبدالحي يوسف