{ ومن الذين يعتلون منابر النصح والإرشاد وادعاء النزاهة وتمثل الفضيلة، بعض الذين أثروا أو (لقفوا) مليارات من مال (التسويات)، أو ما زاد من (الربط) في الحسابات الخاصة، فإذا بهؤلاء وأولئك يحدثون الناس دون حياء عن الفساد وترسية العطاءات على شركات نافذين دون إعلانات ومنافسات.
{ أحدهم يدخل إلى الوزارة ولم يكن يملك غير بيت واحد في حي (غير راقي)، فيخرج منها وقد امتلك قصوراً في (الراقي) و(كافوري) و(الرياض)، فمن أين له هذا، وكيف يكون الآن مؤهلاً للادعاء على مفسدين بعد أن اشترى لنفسه بيتاً واحداً بنحو ثلاثة ملايين دولار، وما أفهمه أنا أن الوزير- أي وزير لم يكن رجل مال ناجح قبل الوزارة.. ناجح لأن هناك رجال أعمال جلاليب وعمم وعربات بشيكات- فإنه لا يتوقع منه- الوزير- أن يمتلك من حطام الدنيا ومن كل عائدات ونثريات سفر وحوافز، غير بيت (تحت التشطيب) وعربة متوسطة القيمة، في ظل الارتفاع الجنوني لتكلفة المعيشة وضغط نفقات التعليم الخاص للأولاد والعلاج والواجبات الأسرية والاجتماعية.
{ مرتب الوزير الرسمي أقل من مرتب رئيس التحرير، أو أي كاتب شهير بصحيفة سياسية، وهذا ما ظل يردده بعض المسؤولين في الآونة الأخيرة للتأكيد على الترشيد في الإنفاق الحكومي!
{ فإذا كان ذلك صحيحاً، فلا يمكن بل لا يتأتى لأحدهم أن يشتري “فيلا” بثلاثة ملايين دولار، فضلاً عن بقية الفِلل والقطع.
{ شخص آخر يعمل في مجال (القانون)، وقد كان من قبل مسؤولاً عدلياً رفيعاً، وشارك من قبل في لجنة تحكيم، وقبض كل واحد من أعضاء اللجنة الثلاثية (ملياراً) من الجنيهات، سددتها الشركة موضوع الفساد الكبير الذي ضاعت بسببه على خزينة الدولة مئات المليارات من الجنيهات حسب ما ورد في الاتهام.
{ دفع المتهم (أتعاب التحكيم)، بينما لم يلتزم الطرف الآخر وهو الشركة (الحكومية) بالسداد ولا باعتماد عمل اللجنة وقراراتها.
{ وعندما يقبض أحدهم (ملياراً) من طرف ويحكم له، ثم تأتي محكمة مختصة فتلغي الحكم، فلا شك أن هذا يكون بمثابة طعن في نزاهة وعدالة التحكيم (أبو ثلاثة مليارات)، فهل من اللائق والمقبول عقلاً وخلقاً ومنطقاً أن يصعد أحد الثلاثة المحكمين قابضي المليارات، ليفتي للدولة والشعب على صفحات الجرايد في قضايا الفساد!!
{ زي ديل.. مفروض يسدوا دي بطينة ودي بعجينة.. ويسكتوا بس.
{ لكن زمن الحياء قد ولى، وأظلنا زمن (العين القوية والسن الملوية)، والوضع إذ ذاك.. فإنك لن تفرز الصالح من الطالح، النزيه من المفسد، الصادق من الكاذب.. اللاقف من الملقوف.
{ الناس دي بقت ما بتخجل..!
{ والله.. أنا خجلت ليكم.