صحبي قال لي في ازمة الغاز بتاعت السنة الفاتت كان عندهم ميدان جنبهم بتجي فيهو دفارات الغاز، الميدان كان مليان صفوف انابيب بي جميع الوانها والدفار بيجي يبدل جزء بسيط منها ويجي بعد كم يوم تاني، ونتيجة لدا الحتة بقت زحمة شديد، نسوان ورجال وشفع صغار وغنم الحلة والكلاب، اها قال لي شنوو في واحد شاف انو الناس دي بتجي من الصباح وبتقعد للمساء واكيد بتعطش فقام جاب ليهو باغة موية ورمى فيها تلجة وبدأ يبيع “برد”، شويتين جو أتنين تانين وعملوا نفس الحركة بتاعتو جنبو وبعد كم يوم جاء واحد وجاب حفاظتين لبنيتين واحدة مكتوب فيها ود الرهد لليمون المركز ومعاهو ميكرفون بيكورك “الليمون المركز بي انتين جنيه” .
في ود صغير – زي ما قال صحبي – كان بيلف و يبيع سجاير للناس ولما الشغل كتر عليهو قام جاب ليهو كرسي من البيت ورص كم كرتونة كدا فوق بعض وجاب باكو سجائر وبدا يبيع من محلو ، وجنبو جاء عمك كبير جاب حلة كبيرة فيها صعوط مكتوب فيها “عماري اصلي” وبدا يبيع برضو.
الولد بتاع الموية اخوهو الكبير جاب كرتونة اكبر شوية “كرتونة شيبس” واستلف تلفون امو الربيكة وبدا يبيع رصيد وبعد كم يوم بقو كم نفر بيبيعو رصيد في نفس الحتة ولجميع الشبكات.
النسوان بتاعين الحلة كان بيجيبن الانابيب من الصباح ولما المساء يجي والدفار ما يجي اي واحدة بترجع متحسرة وتمر بالزريبة وتشيل معاها كيس فحم او كيسين، في واحد قال يستفيد من الحاجة دي فجاب شوالين فحم واكياس وملاوي وختاهم جنب حتة الكورنر – زي ما صحبي قال – وبدا يبيع، وحبة حبة تجارتو بدت تتوسع وعمل ليهو راكوبة وبقي يبيع حطب العواسة برضو وحطب الطلح وفاضي شوالات الخيش.
قال لي برضو في عمك كبير مربي دقن ومحننو وبيكون شايل سبحة دائما ، كل يوم بيجيب اسطوانتو ويقيف في الصف وما بيقول غير جملة واحدة
“اعوذ بالله منهم الناس ديل”.
عمك دا وقت الضهر بمشي الجامع يصلي ويجي وكذلك وقت العصر ولما المغرب يقرب بيشيل الاسطوانة بتاعتو ويمشي وهو بيردد ”
اعوذ بالله منهم الناس ديل استغفر الله منهم”
قال لي صحبي انو عمك بعد تلاتة ايام من الجية والمشية جاب معاهو ابريقين مليانات موية وسجادة كبيرة وبقي يصلي في الميدان ومعاهو جماعة، وحبة حبة الجماعة كبرت فقامو عملو راكوبة صغيرة “بفضل فاعل خير” وبقت زي زاوية للصلاة.
صحبي قال برضو انو في بت حبشية كانت شغالة مع اختها في سوق الحلة شافت اللمة وقالت تسترزق منها، فعملت ليها راكوبة صغير جنب حتة دائرة السنتر، بعد اسبوع راكوبتها اتوسعت واتمددت وبقو يشربو منها الشباب الجايبين انابيب الغاز والما جايبين برضو، والشباب الساكنين حول الميدان وزباينها الكانو في السوق حتي رحلو معاها الميدان، قال لي صحبي بعد فترة الحبشية جابت حبشية تانية احلي منها – زي ما قال صحبي – تساعدها في الشغل.
في ولد من اولاد الحلة يوم بالصدفة جاب مع الانبوبة بتاعت ناس بيتهم مفتاح المنظم وكل الناس بقت تجيهو عشان يفك ليهم المنظم ويربطو تاني ، المهم هو فكر انو ممكن يشتغل صيانة نظير عشرة جنيهات للاسطوانة، عمل الفكرة ونجحت بل وبقي يجيب اسبيرات وفلترات وشغل معاهو اخوهو الاتخرج من مختبرات قال قال ليهو
“انت شخص الانبوبة وانا بعالجها ليك” .
وقال لي في واحد تاني جاب كوتشينة وضمنة وعمل حتة صغيرة بتاعت لعب، وفي بتاع ورنيش جاء حجز حتة وبدا يشتغل فيها ويخيط شباشب البنات الاتقطعت من كترة المشية والجية، ناس الرقشات عملو موقف بيوصلو بيهو البنات الاخوانهن بيرفضو يجيبو الانابيب بحجة انو دا جر هواء ساي، الحتة مع الزمن ازدهرت وواحد فتح حتة بتاعت فتة سمحة حتي ناس الحلة ذاتهم بقو يجو ياكلو عندو.
صحبي قال انو بعد فترة الازمة انتهت والانابيب بقت مافي في الميدان بس “سوق الغاز “فضل قاعد في حتتو وناس المحلية بقو يجو يشيلو قروشهم وناس الصحة والنفايات وحت البيوت الفاتحة على الميادين ناسها عملوا دكاكين واجروها.
قال لي صحبي السنة دي الازمة اتكررت ورجعت حكاية الدفارات بس الميدان بقي مليان والدفار ما قدر يقيف فيهو فقام مشي لي ميدان تاني صغير في نفس الحلة والناس نقلت انابيبها لي هناك. صحبي قال قبل يومين جاي ماري جنب الميدان شايف ولدين قاعدين وراء كرتونتين مكتوب فيهم يوجد تحويل رصيد لجميع الشبكات.
بقلم: سانديوس كودي