بعد أن أطلق وزير المالية السابق علي محمود اقتراحه العبقري حول الكسرة ولقي سخرية واسعة واعتبرها الناس نوعاً من الهزل السياسي أطلت علينا (البروفسير!!) سعاد الفاتح باقتراح استفزازي للنساء يكمل اقتراح علي محمود بأن طالبتهم بعواسة الكسرة وتربية الغنم في البيوت!! سألت إحدى النساء عن هذا الاقتراح فردت إحداهن قائلة يبدو أن البروفسير سعاد أصابها الخرف ولا تستحق الرد على حديثها!! فهل جربت سعاد وغيرها من قيادات الحركة الإسلامية عواسة الكسرة وتربية الغنم في منازلهن الفاخرة خاصة بعد أن (التمكين) و(النهب المصلح)؟؟ والحقيقة لست أدري ماذا أصاب إخواننا القياديين في الحركة الإسلامية، هل أصابتهم التخمة السياسية والاقتصادية فأصبحوا يطلقون عبارات استفزازية مثل الحسوا كوعكم ولن نسلمها لبغاث الطير ومثل من يمد لسانه نقطعو ليهو.. الخ العبارات التي لا يقولها من يدعو إلى دين الله الذي جاء فى محكم التنزيل (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن).. وهل تأسست الحركة الإسلامية منذ قيامها على استفزاز الناس في مشاعرهم وإنسانيتهم؟ لنفترض أنها ظلت منذ تكوينها تستفز الناس بمثل هذه العبارات غير اللائقة التي تنم عن تعالٍ هل كانت تنتشر مثل هذا الانتشار لدرجة أنها تتمكن من تدبير انقلاب عسكري وتحتفظ بالسلطة لربع قرن ونيف؟ لا أظن ذلك.. لقد تأسست الحركة الإسلامية على الدعوة لتحكيم شرع الله عبر ما أطلقت عليه الدستور الإسلامي الكامل فهل الدستور الإسلامي هو استفزاز الناس؟ هل هو أن تتمكن من كل شئ وتحتكر الوظائف لأهل الثقة وللرشاوى السياسية حتى لمن هم أقل كفاءة وأمانة وتترك الفتات للآخرين حتى لو كانوا أكفاء أمناء؟ هل هو أن تفسد في المال تجمعه كيف شاء وتبني البيوت الفخمة والعمارات وتتزوج مثنى وثلاث ورباع وتتعدى على المال العام تأخذه من موارد الشعب ومن أفواه وقوت الفقراء والمساكين وتبدده على الرشاوى السياسية ثم تقول للنساء عسن الكسرة وربوا الغنم؟ كان الأولى والأجدر أن يكون قادة الحركة الإسلامية قدوة لغيرهم مثل النبي الخاتم ففيه الأسوة الحسنة الذي أدبه ربه وقال له: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وقال الرسول (إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق).. أو على الأقل يكونوا في عصرهم مثل الزعيم غاندي في الهند لبس البسيط من الثياب وعاش متواضعاً فكان قدوة للآخرين.. أو كانوا مثل مانديلا ترك السلطة حين أتته طائعة بسبب نضاله وصبره لم يأخذها عنوة وتركها وهو في قمة مجده.. كانوا أجدر أن يكونوا مثل محاضير محمد في ماليزيا حين ترك السلطة وهو في عليائه وسمع حكمة والدته حين كانت تقول وهو صغير يأكل الطعام: (يا بني اترك الطعام فوراً وأنت في قمة اللذة منه وقبل أن تشبع)، قالها لنا رئيس وزراء ماليزيا محاضير محمد عندما دعانا مجموعة من الصحفيين العرب عندما اجتمع بنا في دعوة خاصة عام 2000، لم نفهم تلك القصة منه إلا بعد أن ترك السلطة وهو في قمة سلطته وبعد أن استطاع ان يجعل ماليزيا في مستوى عظيم من التقدم العلمي والاقتصادي والاستقرار السياسي. هل تعلم كيف فعل ذلك عزيزي القارئ؟ نعم حين استطاع أن يحسن إدارة التنوع في بلاده فحقق الاستقرار والسلام والوئام ومن ثم يوفر أعظم الموارد للتنمية الشاملة ويرسل الشباب إلى العالم المتقدم علمياً وتقنياً واقتصادياً فعادوا ودفعوا ببلاده إلى الأمام.. نعم لم يشأ مانديلا ولا محاضير أن يكونا عبئاً على شعبيهما…
الجريدة