تعمل لجان في صمت لتكريم الهرم البروفيسور “سعاد الفاتح البدوي”، ورغم أن عملية التكريم التي مضى ما يقارب العام لها، لم تبرز للسطح إلا أمس الأول عندما دعت اللجنة العليا أو اللجنة الفنية المناط بها عملية التكريم عدداً من محبي البروفيسور “سعاد الفاتح” من النساء والرجال، حتى “فيلوثاوس فرج” كان حاضراً الاجتماع وقدم اقتراحات لتلك المناسبة، فيما اقترح البعض أن لا يكون التكريم مناسبة عادية وتنتهي، بل أن يكون خالداً، والخلود لله، بمعنى أن يسمى شارع باسمها وقاعات بالمجلس الوطني وجامعة أم درمان الإسلامية وفي كل مرفق كانت لها بصمة واضحة فيه أن ينشأ ما يخلد اسمها، فهي رائدة في المجالات كافة السياسية والاجتماعية، وظلت عضواً بالبرلمان وأكثرهم نشاطاً ومداخلة.
كثير من الناس يأخذ الجانب المظلم عنها، فعلاً هي امرأة واضحة ولا تجامل، وأحياناً كلامها مرّ ولا يبلع، لكن هذه هي شخصيتها لأنها لا تجامل في الدين ولا تجامل في المعرج، وقال عنها الأستاذ “عبد الباسط عبد الماجد” إن “سعاد” دائماً (قايمة بنمرة أربعة)، بمعنى أنها واضحة ولا تجامل ولا تخفي الحقيقة مهما كلفها ذلك الحديث.
واذكر في أو مقابلة لي معها وأنا طالب بالقاهرة أخبرت الأخ “هبة عنايت” وكان رئيس مجلة الوادي السودانية المصرية التي تصدر عن دار “روز اليوسف” ووقتها كنت متعاوناً مع المجلة فاقترحت إجراء حوار مع الدكتورة “سعاد الفاتح”، فمنحت الضوء الأخضر، وحينما ذهبت إليها في الفندق لم أجدها وظللت انتظرها لأكثر من ساعة وعندما أخبرتها بأنني أتعاون في مجال الصحافة و”طالبين منك مقابلة صحفية”، ثارت في وجهي بصورة أخافتني وأدخلت الرعب والفزع في نفسي إلى أن أخبرتها بأنني طالب بالقاهرة أدرس الإعلام أتعاون مع مجلة “روز اليوسف” التي تصدر منها مجلة التكامل السوداني المصري مجلة “الوادي”، وتراجعت من حدتها حينما علمت أنني لست من الصحفيين السودانيين الذين تضررت منهم بسبب خلاف الإسلاميين مع النظام المايوي.
البروفيسور “سعاد الفاتح” كتاب تقرأه من الغلاف إلى الغلاف، لكن رغم مجاهداتها ودورها الكبير في مجال التعليم والإسلام إلا أنها لا تعطي الإعلام مساحة لعرض الإنجازات التي قامت بها، لذلك ظلت كل أعمالها حبيسة صدور من زاملوها أو عاشروها أو عملوا معها أو قامت بتدريسهم، فالجميع يحفظ لها الكثير من الأعمال الجليلة التي قامت بها، وهذا ما لمسناه خلال اجتماع أمس الأول الذي غاب عنه الكثيرون ممن قدمت إليهم الدعوات، أساتذة الجامعات ومديرين وصحفيين.
الكل يحفظ لها الجهد الذي قامت به، إضافة لمكانتها العالمية في أفريقيا وآسيا وحتى الدول العربية، ويقال إن الملك “فيصل” كان لا يسمح لامرأة بمقابلته إلا الدكتورة “سعاد الفاتح”، وقد أسست كلية التربية بالمملكة العربية السعودية عندما اختلفت مع النظام المايوي.. الآن تجري الاستعدادات لإقامة احتفال كبير يناسبها ويناسب مجاهداتها، والعمل على تخليد اسمها وليس تقديم ميدالية أو تكريمها تكريماً يمكن أن يكرم به أي شخص عادي.. لذا نأمل أن تتضافر كل الجهود، وأن تتواصل الاجتماعات لإخراج يومي الاحتفال المخصصين لها بصورة تناسبها.