ومن القاهرة… وهنا القاهرة
هي المرّة الأولى التي أزور فيها مصر، وتزامنت مع الاشاعات والدعايات التي ملأت الأسافير بسوء ما يلاقيه ابناء بلدي من معاملةٍ وإذلال…
هذه الدعايات التي عكست زوراً وبهتاناً ما عايشته في الأيام الفائتة مع طيفٍ مقدرٍ من الشعب المصري…
يقيني بأن منّا نحن ابناء السودان من يود ممارسة الحرية من بوابة الفوضى، وحيثما وجد (فرقة) من الحرية عاجلها بسوء الإستغلال والتفريط حتى صارت وبالاً انعكس سلباً على العموم من ابنائنا… وما دبي والدوحة والقاهرة عنا ببعيد…
استصحبت معي كل هذه (الدعايات) والتحذيرات فزادت الهواجس والقلق من هذه الزيارة، غير اني ما وجدت منها شيئاً يقلق اقامتي فيها او يسيئ إلي.. بدءا بضابط الجوازات ومروراً بخفة ظل صاحب التاكسي (ما تخلي عنك) وهو ينتظر بقشيشاً ، والطبيب والصيدلي ، وذهبت وسط البلد وشوارعها وتعمدت السير لمسافات طويلة متربصاً بسوء المعاملة ساعدني في ذلك اعتدال الجو وميله للبرودة… فما وجدت إلا خيرا
أما الشعور بالدونية فلعمري هو شعور (مفتعل) وهو نتاج نزرعه نحن بأنفسنا لأنفسنا إن فقدنا الثقة في ذاتنا وهو محصلة مركبة لسياسات فاشلة وموجهات أسرية مبتورة…
وجدت شعباً يعيش على الفكاهة والابتسامة برغم الضيق والعنت الذي يعانيه… ووجدتنا شعبا عابساً ضائقاً بما وسعه الله عليه…
وجدت شعباً يحترم لقمة عيشه ويقدسها مجتهداً فيها…
ووجدتنا شعباً لايرضى ولايقنع…
وجدت السودانيين يجوبون القاهرة طولاً وعرضاً… بجلابيبهم يرتادون مقاهيها يضحكون ويتسامرون ويتندرون بمثل هذي الإشاعات، ويتبضعون من أسواقها، ويستشفون عند أطبائها
وعهدي بمثل هذه الاشاعات ومايحدث في عالم الكرة السودانية انه ثمة دلالات على ما هو أشد وأنكل على المواطن السوداني في الجانب الإقتصادي
بلادنا لاتحتاج لنار الإشاعات او فوضى الكلمات فهي لاتسمن ولاتغني من جوع، نحتاج لمن يعمل ويحترف التنمية…
ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين
الفاتح عبد القادر