*من الأحذية المشهورة في القصص والحكايات ،حذاء الطمبوري، وخُفَّي حُنين، لكن حذاء الفريق الركن محمد علي أبوشنب معتمد محلية الخرطوم،له قصة أخرى غير تلك التي حدثتنا عنها القصص،فالرجل الذي تربى على الجندية وأبلى فيها بلاءً حسناً، وبلغ أرفع الرتب، وله سجل حافل بالبطولات الميدانية ، والإنجازات الإدارية، ما كان يدري أن الأقدار ستضعه تحت أضواء الإعلام الكاشفة وهو الذي إعتاد العمل وراء اللافتة التي تقول (منطقة عسكرية،ممنوع الإقتراب والتصوير) ويمضي طرفي نهاره وزُلفاً من الليل وهو يتعامل مع الأوراق المروّسة بعبارة (سري للغاية وشخصي)، وفي أول يوم له في المحلية (خرج من مكتبه ولم يعد له حتى الآن) ليباشر أعباء المنصب الجديد ميدانياً،فالمسئول عن الخرطوم حيث الرئيس بينوم،والطيّارة بتقوم، والتكسي بيحوم، لاراحة له حتى يفك الإختناقات المرورية،ويزيل الظواهر السلبية،ويُحسِّن البيئة الحضرية، ويمنع التلوث البصري، ويوفر الأمن للأحياء،ويحضر اجتماعات مجلس الوزراء، ويتابع اللجان الشعبية، والقطاعات الفئوية، والتنظيمات الحزبية، وتنظيم الأسواق، ومواقف الحافلات، والأكشاك والفرّاشات والركشات والدرداقات، وما لاحصر له من المشكلات، وطلبات المواطنين وشكاياتهم واجتماعياتهم،أعراس وبكيات،واجتماعات،وندوات ومهرجانات ومسيرات،و وقفات،وقومات وقعدات، والله المستعان،،وعندما سأله صحفي عن سير العمل في المحلية ،قال له (لحدي الآن قطّعت كم جزمة) كنايةً عن كثرة العمل الميداني،فلقيت عبارته هذه نصيبها من السخرية،وزيادة البهارات،بأكثر من ما وجدته مجهوداته الظاهرة في فتح الطرق الرئيسية التي كان يسدها سوء الاستخدام من الحافلات (وبصات الوالي) وماشاكلها، ومن سوء توزيع مواقف المواصلات العامة التي سدت الطرقات.
*وتشهد ولاية الخرطوم في عهد واليها الفريق اول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين،الكثير من العمل،والقليل من الكلام،كما هو شأن الجنرالات ، ففي محلية بحري اللواء الركن عثمان (قرشي)،وفي محلية جبل أولياء اللواء الركن جلال الدين الشيخ الطيب، وفي أم درمان الشاب الخلوق المتمرس في رئاسة الجمهورية مجدي عبدالعزيز، وبقية زملائهم المعتمدين، في محليات الولاية المختلفة، يشكلون مع الوالي فرقة عالية الانسجام،ممتازة الخبرة،لها القدرة على مجابهة التحديات وإبتكار الحلول،والاستعداد للعمل المتصل ليله بنهاره،ولما كانت الخرطوم (الولاية) كرش الفيل، فإن الجهد المبذول لا تظهر نتائجه بالسرعة المتوقعة ولابد من إعلام مخلص يواكب خطوات الإصلاح المتسارعة يشيد بالمنجزات،ويسلط الضوء على مواطن الضعف والإخفاق،في نقدٍ بنّاء بعيداً عن الشطط والإثارة والنظر للجزء الفارغ من الكوب .
*ولعل دور المواطن في عملية الإصلاح وتجميل وجه العاصمة،وتوفير الخدمات لكل مستحق،من كهرباء،ومياه شرب نقية،وعلاج،وتعليم،وصحة بيئة،لهو الدور المحوري،إذ أنه بدون تفاعل المواطن ومشاركته المادية والمعنوية،فستذهب كل الجهود أدراج الرياح،وها هو مواطن الخرطوم يرى بأم عينيه المسئولين عن أمنه وخدماته يجوبون الطرقات ليل نهار،في دأب واصرار،وتضحية ونكران ذات،فليس أقل من مباركة هذه الجهود والإسهام الإيجابى،وبين أيدينا تجربة شارع الصول بأم بدة،حيث قام عمر ابن عوف،او الصول،بتشجير شارع كامل وذلك بجلب الشجيرات وزراعتها،ليتعهدها الأطفال بالرعاية،ويمر الصول عليها ويحفز الاطفال بالحلوى والبسكويت من جيبه الخاص،فصار بفضل تلك الفكرة العبقرية،شارعاً نموذجياً،ويمكن تكرار هذه التجربة في كل حي وشارع،وكذلك هي فكرة أب شنب في رصف الطرق الداخلية بثلث القيمة فقط والتي يتحملها سكان الحي.