٭ قبل أشهر حملت الصحف خبراً يفيد أن الفريق عبد الرحيم حسين والي الخرطوم الجديد قد أوقف التصرف في أراضي الخرطوم بالبيع .. قبل ذلك خرج تصريح من ذات الوالي يفيد أن من سبقوه قد باعوا كل الأراضي.. كانت تلك عبارة عن موسيقى تصويرية تسبق تبرير الفشل.. في الأسبوع الماضي كانت ذات الصحف تحمل إعلانا عن بيع أراضٍ عبر المزاد العلني .. هذا يعني أن الوالي الجديد عاد لذات الممارسة السابقة عبر تسييل الأراضي لإيجاد تمويل سريع ومباشر لمشاريع التنمية.
٭ نقلت الزميلة التيار يوم الأحد الماضي أن ولاية الخرطوم تراجعت عن مشروع النقل النهري الذي كان يستهدف نقل أربعمائة ألف مواطن يومياً .. وحسب مسؤول رفيع فضل حجب اسمه فإن الوالي الجديد جمَّد المشروع خوفاً من تلويث المياه.. وكانت ولاية الخرطوم قد أنفقت مالاً طائلاً خلال ولاية عبد الرحمن الخضر في إعداد المراسي وصيانة مواعين النقل .. استدراك الولاية لخطورة المشروع يطرح سؤالاً: هل مشروع الخضر لم يستوفِ معايير الجودة؟ وقبل ذلك هل نُفذ بدون دراسة جدوى تضع في الحسبان هذا العامل المهم؟.
٭ فقرتان في تصريح المسؤول السري تضع علامات استفهام عديدة ..المسؤول أكد أن الفريق عبد الرحيم كون لجنة حكومية لاستلام مشروع النقل النهري من الوالي السابق.. لماذا تأخر تسليم هذا المشروع بالذات .. الجنرال عبدالرحيم تم اختياره والياً منذ عدة أشهر، وقام باستلام كل شيء من سلفه حتى سيارة الدفع الرباعي .. الإشارة إلى لجنة حكومية أيضا يحتاج إلى توضيح لأنه لا توجد لجان حزبية تقوم بالتسليم والتسلم .
٭ ذات المسؤول الغامض قفز إلى مشروع آخر ليشير إلى أن ولاية الخرطوم في العهد السابق استوردت ألف بص من دولة الصين لا يعمل منها الآن سوى ثلاثين بصاً.. رغم تحفظي على فكرة بصات الوالي منذ أن كانت فكرة، إلا أن هذه المعلومة ليست دقيقة في إيراد عدد البصات المستوردة من الصين، أو التي جاءت عبر وسيط من إمارة دبي.. حتى الحديث عن وجود ثلاثين بصاً فقط بصحة جيدة فيه كثير من التجني.
٭ في تقديري.. أن والي الخرطوم الجديد أو رجال حوله يحاولون تقديم الوالي السابق ككبش فداء .. مضت قرابة الستة أشهر ولم يضع الوالي الجديد بصمة في الخرطوم .. جنرالاته الذين وزعهم على المحليات لا يجيدون سوى تمزيق الأحذية، وتغيير مواقف المواصلات .. حتى المشاريع التي اهتم بها الوالي السابق مثل القطار المحلي أو الجسور لا يمضي العمل فيها بذات الهمة .. الخرطوم الآن ازدادت اتساخا.. الصفوف عادت في طلمبات الوقود مع أزمة حادة في غاز الطبخ .. صحيح أن بعض من هذه الأزمات صناعة اتحادية قديمة، ولكن بإمكان الولاية تخفيفها عبر عدة تدابير احترازية من بينها إعداد مخزون استراتيجي من هذه السلع الحيوية.
٭ في تقديري .. مطلوب من الوالي السابق عبد الرحمن الخضر أن يظهر في الساحة ليدافع عن نفسه .. الحديث عن مشاريع ضخمة صرف عليها دافع الضرائب الكثير، ثم تستخرج لها ولاية الخرطوم شهادة وفاة أو عجز يجعل الخضر في قفص الاتهام.
٭ بصراحة.. كنت أود أن أدفع بمسألة مستعجلة لمجلس الخرطوم التشريعي ليتقصى في اتهامات تبديد المال .. لكن في ذات الصحيفة صرح نائب محترم أن رواتب إخوته النواب لا تمكنهم من مواجهة ظروف الحياة .. النائب أكد أنهم ينتظرون على أحر من الجمر، دعم والى الخرطوم البالغ أقل من مائة دولار في الشهر .. ماذا تنتظر أيها المواطن من حكومة تلعن سابقتها ونواب في انتظار الدعم السريع من واليهم.!!