خالد حسن كسلا : «عرمان» في رحلة الحطب.. يقترح؟؟

> وإذا كان ما يقدمه أمين قطاع الشمال بالحركة الشعبية ياسر عرمان من اقتراح يصلح أن يكون مخرجاً نهائياً من أزمة البلاد التي صنعتها حركته نفسها، فهو إذن.. يحتاج إلى أن يضمن في اقتراحه بيع السودان لقضية فلسطين بالتطبيع مع أي كيان على وجه الأرض.. الكيان اليهودي في فلسطين الذي خرج غير شرعي من رحم وعد بلفور بعد أن تكون فيه كجنين احتلال بنطفة بريطانية حرام.
> أو أن يكون عرمان عضواً بالكنجرس الامريكي ويقترح عليه أن مصلحة امريكا في السودان تكمن في إيقاف الدعم عن التمرد تماماً ليضطر المتمردون للجلوس مع حكومة الخرطوم ويصلوا معها الى تسوية.. ولا تفكر واشنطن ثانية في شراء تمرد جديد بتأليفها وتكوينها و دعمها له.
> أو أن يكون عضواً بالكنسيت الإسرائيلي.. ومثلما يقول بعض بني جلدتنا «مالنا وخصومة اسرائيل».. فهو يقول كعضو في الكنسيت ما لنا والتآمر على السودان الذي يزيده كراهية لإسرائيل.. ثم يجد من يثني اقتراحه.
> هكذا يمكن أن يكون المخرج نهائياً يا عرمان بواسطة مقترح تقدمه للوساطة الافريقية بعد أن يطلع عليه المبعوث الامريكي دونالد بوث.. ويرسل صورة منه للكيان اليهودي.. طبعاً قيمته تكون بعد موافقة السودان عليه.
> أو عضوية الكنجرس والكنسيت المستحيلة.
> لكن غير هذا، فانتم ستذهبون ويأتي غيركم لمواصلة التمرد بعد استئنافه لمواصلة سقاية المشروع التآمري به.
> والآن، ترون من بقي ممن قادوا التمرد في ستينيات القرن الماضي وأنتم أيها المتمردون لا تملكون أوراق حل مستدام.. فأما أن تستمروا في تنفيذ الأجندة الأجنبية، وإما أن تذهبوا ويأتي غيركم.
> وقد ذهب جوزيف لاقو.. جئتم انتم.. مع قرنق .. وذهبت حركة قرنق و(الساقية لسه مدورة). ساقية التآمر الأجنبي لن تتوقف إطلاقاً. فقط يتوقف من يدورها من المتمردين.. ويذهب ويأتي غيره.
> فهل ينوي عرمان التوقف من تدوير ساقية التآمر الأجنبي ليعود الى البرلمان ويخلفه من يخلفه بعد ذلك؟
> أم أن العمر تقدم به ولابد لجيل حديث لمرحلة تمرد جديدة؟؟
> لو أراد عرمان أن يحقق مخرجاً نهائياً للأزمة السودانية، فهو إذن.. يغرد خارج سرب المهمة التي يشارك بصورة سطحية فيها.. مهمة تخريب الموارد.. وهي مشروع أجنبي مفضوح.. وقد فضحه بعض الكتاب الغربيين.. وكأنه أشفق على شعوب العالم الثالث من أطماع بني جلدته.
> إذن.. ما عرمان إلا موظف مستفيد في مرحلة من مراحل المؤامرة المستمرة.. عبر التاريخ.
> ولو يحدثنا عرمان عن مخرج نهائي للأزمة.. فإن المخرج يحتاجه هو لان توظيفه في المؤامرة الأجنبية لابد أن يستنفد غرضه في يوم من الأيام.
> رغم أن دوره سطحي جداً.. كدور القرادة في رحلة جلب الحطب من سنار.. والجمل كان يحمل على ظهره الحطب.. وسيده يجلس عليه.. والقرادة ملتصقة في جسد الجمل تمتص دمه.. وليس لها دور غير ذلك في رحلة الحطب من سنار.
> وجمل التمرد يحمل حطب المؤامرة الأجنبية من واشنطن الى السودان.. والقرادة في جسده تمتص دمه فقط .. تمتص الدولارات.
> ليس لكل أزمات العالم مخرج نهائي، لأن أقوى دولة في العالم تريد هذا.
> أما أزمة دارفور، فبعد أن تنتهي.. فإن اليوناميد سيتماطل في إستراتيجية الخروج. وبعد آخر جندي يرفع قدمه الأخرى في الطائرة مغادراً يمكن أن يندلع تمرد آخر.
> وفي الجنوب ظهرت أنانيا 2 و بعدها حركة قرنق.. وكم حركة الآن في دارفور؟. فلو كلها وقعت اتفاقيات سلام مع الحكومة إلا واحدة، فإن هذه الواحدة يمكن أن تنمو.. وتكبر وتنقسم وتنتقم.
> عرمان.. أنت لا تستطيع أن تقترح اقتراحاً ينهي الأزمة كما تستطيع خداع أبناء النوبة والنيل الأزرق.. يا جلابي.
> أما الحكومة، فستظل تفاوض في كل مرحلة.. حتى لا تحمل وجه القباحة أمام الناس في كل مكان.. لكن (فايدة مافي).
غداً نلتقي بإذن الله..

Exit mobile version