«نصف الناس الذين يأتون عندي يشكون من التعب هم في الواقع يعانون من الجفاف» تقول الدكتورة ميريل ودسون المدير التنفيذي لمركز التواصل للصحة والشفاء الطبي في مدينة نيويورك.
ويرى الخبراء أن بقاء أجسام العاملين نضرة ومرويّة هي واحدة من أبسط الطرق للحفاظ على النشاط والتركيز، لأن تقييد إدخال السوائل أو الأطعمة الغنيّة بالماء أثناء العمل بحجة الانشغال والنسيان، يزيد الشعور بالتعب ويظهر هفوات في الذاكرة وصعوبة في متابعة الأعمال، خصوصاً تلك التي تعتمد التحليل والآليات العقلية المعقدة كالتعليم والمختبر والبنوك وغيرها. لذا احرصوا على الشرب كل ساعة أو ساعتين حتى لا تشعروا بالعطش.
وبالنسبة للرياضيين وممارسي التمارين الرياضية، فيجب الانتباه إلى موضوع السوائل؛ لأن الجري والرياضات الأخرى ينجم عنها زيادة في التعرق، وفقدان للسوائل عن طريق الجلد، وقد تصل إلى ثلاثة ليترات أو أكثر، حسب الجهد الرياضي؛ ولذا يجب استعاضته عن طريق تناول السوائل.
ومن الأمور التي تزيد من فقدان السوائل ارتفاع درجة حرارة الجو، ارتفاع درجة الرطوبة، مقدار النشاط البدني، الإصابة بالأمراض التي تسبب ارتفاع الحرارة، ولذا يجب أن يبدأ الرياضيون بتناول كميات كافية من السوائل مبكراً، والانتظام في تناولها كلما سنحت لهم الفرصة أثناء أداء التمارين، لتعويض الماء الذي يفقد من خلال العرق.
ويتوجب عليهم شرب أكبر قدر من السوائل (150 – 350 مل)، كل (15 – 20 دقيقة) في حال كانت مدة الرياضة ساعة فأكثر، ويجب أن تكون هذه السوائل باردة (10 – 22 درجة مئوية) وليست مثلجة، ويفضل الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، مثل: الكولا، الشاي، القهوة؛ حيث أنها تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، كما أن مادة الكافيين تزيد من إدرار البول، والكمية الزائدة تختزن في الأنسجة الدهنية والعضلية، وهذا بحد ذاته يؤثر على الأداء الرياضي.
ومن ناحية الغذاء اليومي، ينصح ممارسو التمارين الرياضية أن يتناولوا 6 – 10غراماً لكل كيلو من الوزن من النشويات، أما البروتينات فيحتاج من 1.5 – 2 غرام لكل كيلو يومياً. وينبغي عدم الإفراط في الأطعمة التي تحتوي على الدهون، ويجب أن يكون الطعام متوازناً، ويحتوي على كميات جيدة من الخضروات، والسلطات، والفواكه الطازجة، وإدراج الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن.
كما ينصح بتناول وجبة خفيفة قبل التمارين، ويشترط أن تكون قليلة الدهون والألياف، وتحتوي على النشويات، وكمية متوسطة من البروتينات.
ملاحظة تحذيرية: لا ينصح بتناول ما يعرف بمشروبات الطاقة، فقد ثبت حديثاً في دراسة أجرتها الجمعية الكندية لشؤون التغذية احتواء هذه المشروبات في معظمها على مادة (تورين) الذي يقلّل من فاعلية الجهاز العصبي عند الإنسان، إضافةً إلى خطورة احتوائها على نسب عالية من مادة الكافيين والتي تفوق حاجة الجسم فيضطر لطردها في البول (تصل أحياناً إلى 80 ملغ في علبة بحجم 100 ملغ).
البيان