يقلق الرجال إذا تقدم بهم العمر من تدني قدراتهم الجنسية، فتقل تكرارية المعاشرة الجنسية عندهم. لكن دراسة نشرتها جامعة تورنتو ميسساغوا بكندا أثبتت أنّ لقاء جنسيا واحدا في الأسبوع كاف لإيصال الإنسان إلى حالة الرضا الكامل.
ترتبط السعادة عند كثيرين بالمال وبمستوى ثروة الإنسان خاصة إذا اقترن ذلك بمرحلة مبكرة من عمره. ولكن تقريرا نشره باحثون في جامعة تورنتو ميسساغوا بكندا بمجلة ” سوشيال سايكولوجكل اند بيرسونالتي ساينس” ربط حالة رضا الإنسان بنشاطه الجنسي بالدرجة الأولى.
وخلص التقرير إلى أن من يمارسون الجنس مرة في الأسبوع راضون تماما عن حياتهم وأدائهم. وكلما تدنت تكرارية مرات المعاشرة تدنى مستوى الرضا عن النفس، أما إذا ازدادت تكرارية المعاشرة، فإن الرضا عن النفس لا يتزايد بحسب ما توصلت إليه نتائج الدراسة. هذه النتائج ترتبط بالمتزوجين تحديدا، لكنها جرت على أشخاص دون النظر في مستوى أعمارهم، أو جنسهم، أو أعمار زيجاتهم.
ويميل كثير من الناس إلى الاعتقاد أن طول عمر العلاقة الزوجية وتجاوزها لعقد من الزمن يقلل إلى حد كبير من شوق الزوجين إلى المعاشرة، وهكذا يؤكد هؤلاء أنّ تكرارية اللقاءات الجنسية بين الزوجين تنخفض بشكل يتناسب عكسيا مع تقادم عمر زيجتهما.
أين سعادتنا- في المال أم في الجنس؟
اعتمد الباحثون على ثلاثة مصادر لإنجاز دراستهم، فقد اعتمدوا أولا على استطلاع يجرى في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 40 عاما، وهنا أجاب نحو 25 ألف مشارك عن الأسئلة التي تهم الباحثين، وهو الرضا البشري الناجم عن الحياة الجنسية.
في الجزء الثاني من الدراسة سأل الباحثون النفسانيون عن مستوى دخل الأشخاص ذوي العلاقة، وخضع لهذا البحث 335 شخصا. وهنا خلصت الدراسة إلى أن انخفاض مستوى الرضا الجنسي يرتبط إلى حد كبير بانخفاض مستوى الدخل. في الجزء الثالث من الدراسة سأل المشاركون عن مدى رضاهم عن حياتهم، وعن مستوى تكرارية المعاشرة الجنسية في حياتهم. وأثبتت إجابات المشاركين مرة أخرى، أن الرضا يتصاعد حسب نوعية اللقاءات الجنسية وليس طبقا لزيادة تكرارها .
السرير في الفن.. نقطة التقاء الجنس والحياة والموت
صورة لنجمة البوب المغنية مادونا التقطتها المصورة الفوتوغرافية بيتينا رايمس عام 1994. الورد قرب السرير قد يشير إلى الحب والمثابرة، في ما قد تشير أوراق الورد المتساقطة إلى الماضي.
12345678
“لقاء جنسي واحد كل ثلاثة أشهر يعني وجود مشكلة حقيقية”
علماء النفس المهتمون بالجنس ينظرون إلى عوامل أخرى في المعاشرة الجنسية في العلاقة الزوجية، فهم لا يعترفون بوجود خلل في المعاشرة الجنسية ما لم تكن الفواصل بين اللقاءات الجنسية كبيرة و تكرارية اللقاءات متباعدة جدا. وفي هذا يقول المستشار في الشؤون الجنسية اندرو جي مارشال لموقع تلغراف البريطاني: “اكتشفت في عيادتي أنّ من يمارسون الجنس مرتين في الأسبوع هم الأقلية، ومن يمارسونه ليلة السبت أو صبيحة الأحد هم الأغلبية”.
ولكن تدني المعاشرة الجنسية إلى مستوى لقاء واحد كل ثلاثة أشهر آو أكثر يثير فعلا انتباه المختصين ويؤشر لهم وجود مشكلة حقيقية بين الزوجين، لاسيما إذا أعرب أحدهما عن عدم رضاه عن هذا الوضع. بحث الجامعة الكندية الذي نشرته عدد من الصحف والمجلات الألمانية كشف أنّ أغلب المتزوجين يؤكدون أنهم يمارسون الجنس مرة في الأسبوع، مبينا أن هذا قد يكون هو المعدل المعقول الذي يناسب الجسد ووقع الحياة المعاصرة.
DW