الأسبوع الماضي وفي لقاء عابر سألت السيد وزير الرياضة بولاية الخرطوم عن موقف وزارته من أزمة الموسم الرياضية.. لم يزد عن قوله نحن ملتزمون بأمرين.. القانون أولا.. وديمقراطية وأهلية الحركة الرياضية ثانيا.. ثم تمدد حديثنا لأوضاع الأندية السودانية مقارنة برصيفاتها العالمية التي تحولت إلى مؤسسات اقتصادية ضخمة.. فيما أنديتنا لا تزال تتسول مصاريف التشغيل.. رويت له كيف أنني ناقشت فكرة تحويل الأندية إلى شركات مع السيد عبد الرحيم حمدي حين كان رئيسا لسوق الخرطوم للأوراق المالية.. قبل قرابة العقدين من الزمان.. الوزير اليسع الذي بدا متحمسا للفكرة اقترح علينا إعادة طرح الفكرة عبر ورش عمل تشارك فيها كل الأطراف.. ولكنه أنهى لقاءنا قائلا.. بس كدي نطلع من الهيصة دي..!
يبدو أن جهة ما.. أو أكثر من جهة تريدها أن تهيص زيادة.. لمصلحة من..؟ لا أحد يعلم.. من متابعاتي علمت أن والي الخرطوم وجه وزيره لشؤون الرياضة توجيهات واضحة ملخصها.. يجب ألا يتضرر الجمهور.. جمهور أي ناد على إطلاقه.. من الأزمة الناشبة الآن.. ولا يجب ألا يتضرر النادي.. أي ناد على إطلاقه.. في مفهوم الوالي.. ونحسب أن الكثيرين يتفقون معه.. أن جل أزمات الرياضة يرتكبها أو يشعلها أو يتولي كبرها إداريون.. وتكون هذه الأندية أو تلك محض ضحايا يقع عليها وزر تلك التصرفات والتجاوزات.. والأخطاء الإدارية.. وبالتالي فجمهور هذا النادي أو ذاك يكون هو الآخر ضحية لا يد له في ما حدث.. وإن ظل كل الإداريين يتشدقون باسمه.. يدعون حماية مصالحه.. والواقع أن ثمة مصالح خاصة.. أو دوافع ذاتية هي التي تحرك كل شيء.. عليه فإن كانت ثمة عقوبات فيجب أن تقع هذه العقوبات مباشرة على الإداريين الذين لرتكبوا تلك الأخطاء أو التجاوزات.. بمعنى لا لحرمان الفريق من المشاركة.. لا لهبوط النادي.. نعم لمعاقبة الإداري حتى ولو بحرمانه من ممارسة نشاطه الرياضي مدى الحياة..!
وبعيدا عن كل هذا يحدثنا من سمع.. أن الوالي علق وهو يطلع على حيثيات إلغاء مباريات الجمعة بسبب مهددات أمنية.. إذا كانت هذه المباريات ستلعب بلا جماهير فمن أين تأتي المهددات الأمنية..؟ ثم سأل ساخرا.. وربما جادا.. هل تتوقعون أن يشتبك اللاعبون فيما بينهم..؟!! عدت بعد سماع هذه الرواية للسرعة التي أجاب بها الوالي على سؤال طرحته عليه صبيحة المباريات الملغاة.. قلت له لم أُلغيت هذه المباريات..؟ أجابني سريعا وكأنه كان ينتظر السؤال لتصحيح أمر ما.. لم تلغ المباريات.. القرار الصحيح هو.. تأجيل المباريات حتى تكتمل الترتيبات المطلوبة.. ومن ثم إقامتها على أن تلعب بدون جمهور..!
كم كانت دهشتي عظيمة حين سمعت شرح السيد والي الخرطوم.. فكم هو شاسع البون بين الإلغاء والتأجيل.. وحين تذكرت أن والي الخرطوم الذي كان يوما ما وزيرا للداخلية.. وهو باني نهضتها الحديثة شاء من شاء وأبى من أبى.. أيقنت أنه لن يتسرب إليه الشك في قدرات رجاله.. مهما روج المروجون.. وأوعز المرجفون.. وأنه إن اتخذ قراره فلن يخذله هؤلاء الرجال.. مهما هدد المهددون..!
وعلى الذين يرون أن هذا التحليل غير سياسي متابعة التطورات..!