* دعوني ألتقط رأس الخيط من هنالك، لما كانت البوارج الأمريكية على أهبة الاستعداد تنتظر إشارة من الرئيس أوباما، لتفتك بنظام الأسد نصرة ﻻصدقائها الخليجيين، حتى تلك اللحظة كان الخليج ﻻ يشك مطلقاً بأن واشنطن لن تخذلهم !!
* لم تنحصر المفاجأة في تراجع واشنطن عن تسديد تلك الضربة للأسد فحسب، بل ذهب الغرب بأكمله في عمليات تسوية مع طهران انتهت بفك الحصار والأرصدة المفروضة على الجمهورية الإسلامية !!
* في هذه اللحظة يسطع في الجزيرة العربية نجم الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، والملك الثائر في يوم وليلة فقط يصدر من المراسيم الملكية ما يحتاج إصدارها الي سنين بأكملها !! .. تساءل الكثيرون يومها عما يحدث في أرض الحرمين الشريفين !! وبدا يومئذٍ أن ثورة الملك سلمان بحاجة إلى حماية مسبقة بعمل بعض الترتيبات العاجلة، بحيث رتب بيت الملك السعودي بما يكفي من ضمان تمرير وقبول عمليات التغيير الباهظة، وسلمان الابن على رأس وزارة الدفاع وولي لولي العهد، على أن ثمة شيء باهظ سيحدث والبي بي سي وأخواتها يتسابقن في الحديث عن (الملك المحافظ) !! .. الملك الذي ذهب إلى الصلاة وترك الرئيس أوباما يهيم على وجهه في الديوان الملكي !! … كانت تلك رسالة للإمبراطورية الأمريكية .. إن تديروا وجوهكم عنا ندير وجوهنا وظهورنا عنكم!!
* الملك سلمان ﻻ يكتفي بسياسة عدم ملاحقة الإسلاميين في المنطقة فحسب، بل يستقبل الثائر خالد مشعل في الديوان الملكي، ومن ثم الزنداني والغنوشي ويتصالح مع قطر وتركيا ويتواصل مع الخرطوم، حتى أصبحت الرياض للرئيس البشير أقرب من حوش بانقا !!
* وهنا تدق نواقيس الخطر في (القاهرة السيسي) التي تتباطأ في التفاعل مع أطروحة (عاصفة الحزم) !!
* وبدا أن القاهرة التي بنت مستقبلها على (فلوس الأرز) الخليجية، لم تتحسب لمثل هذا الانقلاب الدراماتيكي الذي قلب التحالفات في المنطقة رأسا علي عقب !! … تقول القاهرة إنها لم تستلم ريالاً من السعودية منذ وثوب الملك سلمان على صهوة جواد الملك هناك !!
* الرياض تقلع ثوب الحلف التقليدي وتلتحق بمحور (قطر تركيا) وﻻ تملك دول الخليج الصغرى إلا الالتحاق بالشقيق الأكبر، مع بعض المناورة التي يمارسها إخوان السيد خلفان في دولة الإمارات العربية المتحدة !!
* بعد سقوط حلف (الخليج القاهرة) تسقط الطائرة الروسية في أرض سيناء بقنبلة مزروعة ﻻ تتجاوز كلفتها (زجاجة مياه غازية) !! .. لكنها في المقابل تكلف نظام السيسي مليارات الدولارات هي أس اقتصاد الدولة المصرية، وقديماً قيل قطع الأعناق وﻻ قطع الأرزاق !!
* وهنا يأتي دور سيناريوهات شغل الناس والإعلام بأشياء انصرافية، على شاكلة إعادة إنتاج أزمة حلائب وملاحقة السودانيين وتصدير الأزمة، على أن هنالك تجار عملة يتحملون وزر ارتفاع سعر الدوﻻر !! وتعقيد معاش يتعقد بفقدانه مرة (للأرز الخليجي) .. ومرات بفقدان مليارات السياحة التي انفض سمارها من شرم الشيخ سيئة الذكر .. !!!