*في واشنطن البنت تتحدى صديقاتها بأنها ستمشي عارية على الرصيف..
*وتشرع – بالفعل- في خلع ملابسها قطعة قطعة والناس من حولها ينظرون..
*وقبل أن تبلغ يداها (ورقة التوت) كانت أيدي رجال الشرطة قد بلغتها..
*فحتى في أمريكا هناك قوانين تحاسب على الأزياء – والأفعال- الفاضحة..
*وكذا الحال في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا وكل بلاد العالم الأول..
*ولكن أمريكا هذه زارت موظفة تتبع لسفارتها هنا برلماننا قبل أيام..
*والغرض من الزيارة هو مناقشة قوانيننا الخاصة بـ(الأزياء الفاضحة)..
*وجلست إلى لجنتي التشريع والشؤون الخارجية لتُسمعهم رأيها (الحكيم)..
*واستمعوا إليها – بكل انكسار- وأعطوها (النية) عن يد وهم صاغرون..
*نية أن يُعاد النظر في قوانين اُعتقلت بمثلها فتاة رصيف واشنطن تلك..
*وأذكر حين كنت مديراً لفضائية (إيبوني) أن حدثت مشكلة بسبب (الزي)..
*مشكلة أطرافها شمالية (متحررة) وأخرى جنوبية ومخرج جنوبي..
*فقد أرادت المذيعة الجنوبية تغيير ثوبها (القصير) قبل الظهور في الشاشة..
*فما كانت من زميلتها الشمالية إلا أن حالت دون ذلك بحجة أنها (حرة)..
*قالت لها بنص العبارة – حسبما سمعت – (إنتِ حرة تلبسي زي ما عاوزة)..
*ولكن المخرج جاكوب بنجامين رفض تسجيل البرنامج ما لم تغير ملابسها..
*وقال لزميلتها الشمالية (هي ليست أكثر حريةً من مذيعات الـ سي إن إن)..
*وبالفعل لا تظهر على شاشة الـ(سي إن إن) الأمريكية مذيعة غير محتشمة..
*ولا أدري بأي ثوب دخلت موظفة السفارة على نواب برلماننا (المنبرشين)..
*هل كان محتشماً أم مثل الذي ضُبطت به فتاة (المقهى الليلي) تلك؟..
*الفتاة التي حين كتبنا منتقدين فعلتها- آنذاك- ثارت ضدنا ثائرة (المتحررات)..
*ثم قدن حملة جمع توقيعات نسوية في قائمةٍ عنوانها (قاطعوا فلاناً)..
*وكأن (فلاناً) هذا سوف يتراجع عن رفضه شيئاً ترفضه حتى أمريكا..
*ولكن أمريكا هذه ترسل الآن موظفة صغيرة لتجبر نوابنا على (التراجع)..
*ثم لا أحد منهم يُذكِّرها بقصة اعتقال شرطة واشنطن لفتاة الرصيف..
*فلماذا ما تُحرمه قوانين أمريكا يريدون منا أن نحلله هنا في بلادنا؟..
*وأعلم أن حديثي هذا سوف يُوقعني (تحت طائلة اتهام) محاباة الإنقاذ..
*وكأنما الإنقاذ هذه قد احتكرت ديننا وعاداتنا وأعرافنا وتقاليدنا دوننا جميعاً..
*وإن كان الأمر كذلك فأنا- في (الحتة دي)- إنقاذي ولا أبالي..
*بل إنقاذي (ونص وعشرة!!!).