*أتحمل السلاح، تقاتل به إخوتك،وتخرَّب به بلدك الذي ربّاك وعلّمك، ثم سوّاك رجلاً !! لكِنَّا هو وطنى ولا أعْدِل به وطناً.هذا المطلع عبارة عن حوار (افتراضي) بين من ينتمي لإحدى الحركات المسلحة،ومن فضّل البقاء بالداخل مؤيداً كان أم معارضاً للحكومة، ومن نعم الله على بلادنا وشعبنا أنه لم تتمكن حركة مسلحة من الوصول لحكم البلاد كما حدث فى العديد من دول الجوار الأفريقى،مثل يوغندا، وإريتريا، وأثيوبيا، والكنغو، وأفريقيا الوسطى، وغيرها وغيرها، إذاً لانهارت الدولة ولسالت الدماء جداول، بل لم تتمكن من الاستيلاء على أية مدينة صغيرة، أو قرية كبيرة، وكان أقصى ما تفعله spla هو أن تدّعي (تحرير)!! مُدُن مَقَوِي، وفَرْجوك، التي لم يسمع بها أحد، ولن يسمع بها البتة، فهي بضعة (قطاطي وواكات) لا يلبث جيشنا أن يطردهم منها أذلة وهم صاغرون، التحية لجيشنا الهمام البطل، ولولا اتفاقية السلام الشامل يناير2005م لما كان للتمرد أن يخلف رجلاً على رجل،ويحكم ويتحكم فى الجنوب الذى أصبح دولة ذات سيادة وعضو أخير فى منظمة الأمم المتحدة، يلاحقها الفشل، وتطحنها الحروب، ويموت بالجوع من أخطأته رصاصة أخيه، وليس هناك من عاقل يحمل فى قلبه ذرة من الإنسانية يسعده ما آل إليه الحال فى (السودان الجديد !!)، ولا من يسعى لتكرار (الفشل) غير الذين تحكمهم الأيديولوجيات (الميّتة في رأسهم) ويحلمون بنقل الأفكار التي هدمت جنوب السودان على رؤوس أهله البسطاء، وأحلت قومها دار البوار، إلا أن يكون الإدمان (إدمان الفشل) وإدمان حاجات تانية!! السبب فى إصرار قطاع الشمال فرع الجبهة الثورية على مواصلة حمل السلاح ضد الحكومة وهم يعلمون، والذين من ورائهم يعلمون، أنّ فشلهم مضمون، وليس من عاقل كذلك يستهين بعدوه فالاستهانة بالعدو أول مراحل الخسارة، والحكمة الدارفورية تقول(جراداية في سروال، ولا بعضّي، لكن قعادو ما حلو).
*وكان من الممكن لولا التنطع وتسلية النفس بالأماني المستحيلة، أن تكون مائدة الحوار الشامل التي بسطتها الحكومة، وفصّلت برنامجها لجنة السبعتين التي تضم الجانبين حكومةً ومعارضةً، فرصةَ ذهبية لتحقيق المطالب التي حملت الحركات السلاح لأجلها، ولكن لم يفُت الأوان بعد، فقط يجب التفريق بين الحوار والتفاوض(كل واحد بي دربو) والطمع ودّر ما جمع، والحكومة تعلم(مع اطمئنانها إلى قدراتها العسكرية والأمنية والاقتصادية وسندها الجماهيري) بأنّ إستئصال شأفة التمرد ضربة لازب، أمرٌ صعب المنال إن لم يكن مستحيلاً، وحلّاً باليدين ولّا حلاً بالسنون! لذا كان الحوار الشامل هو بارقة الأمل لجميع الأطراف بلا غالبٍ ولا مغلوب، وقد تعهدت الحكومة على لسان الرئيس البشير بأن تكون مخرجات الحوار مُلزمة لها، والحوار قيمة في حد ذاته إذ يحفظ للمتحاورين كينونتهم، ويثبت لهم مواقفهم، ويسجل آراءهم، وقد احتشدت آي القرآن الكريم بالرأي الآخر، كالذين يقولون الله ثالث ثلاثة، وعزير ابن الله، والله فقير ونحن أغنياء، ويد الله مغلولة، ونحن أبناء الله وأحباؤه، والنبي كاذب، وشاعر، وكاهن، وساحر، والمؤمنون أراذل،،ألخ.
ولولا أن الله تعالى أراد لعباده أن يطّلعوا على مختلف الآراء على كفرها وسفهها، لجاء كلام الله سبحانه وتعالى خلواً من ترهات المكذبين، وللمقارنة مع الفارق، فإن القول إن الحوار الوطني الشامل هو حوارٌ مع الذات، وأنه صُمِم لإعادة توحيد الإسلاميين الذين عصفت بهم الخلافات، وأن الحوار لزيادة أمد سلطة المؤتمر الوطني (المكنكش)في السلطة، وأن الأحزاب والحركات المشاركة في الحوار هي واجهات ديكورية، إلى آخر تلك المماحكات التي لا تقنع إلا القائلين بها
فالحوار هو الحل.