مساء الثلاثاء الأول من أمس كان مساءً مختلفاً ومشهوداً حول أخطر قضايا الموسم وأكبر أزماته الرياضية وهي الناتجة عن الشد والجذب بين الاتحاد العام لكرة القدم السوداني ونادي الهلال الرياضي.. وذلك داخل منزل رئيس نادي الهلال الدكتور أشرف سيد أحمد حسين(الكاردينال) في ضاحية (غاردن سيتي) قريباً من شاطئ النيل الأزرق شرق الخرطوم.
عندما وصلت الي الدعوة عصراً صحبها اعتذار لأنها جاءت متأخرة لكن الموضوع يستحق لأنه يرتبط بأخطر القضايا التي شغلت الرأي العام الرياضي وشكلت من وجهة نظر شخصية- رأيا شعبيا سالبا في سلوك وممارسات اتحاد كرة القدم السوداني أو(اتحاد معتصم جعفر) كما رسخ في أذهان الكثيرين بعد أن ارتفعت رايات الاحتجاج وعلت أصوات المعترضين على القرارات الظالمة والانتقامية في مواجهة نادي الهلال.
حرصت على اللقاء وتوقعت أن أجد كبار الأهلة وأعضاء المجلس الاستشاري ورموز القلعة الزرقاء التي يجتمع حولها كل أبناء الهلال.
وتوقعت مشاركة عدد كبير من الزملاء والصحفيين والكتاب في الصحف السياسية والرياضية إلى جانب أقطاب ومريدين في القلعة الزرقاء يريدون سماع آخر التطورات بعد أن اجتمع رئيس نادي الهلال بعدد من كبار المسؤولين بالدولة لمحاصرة الأزمة الكبرى التي أوقع فيها الاتحاد العام لكرة القدم نفسه, وحاول أن يجر معه اليها آخرين.
لم تخب التوقعات وجاء من رموز الهلال عدد مقدر من بينهم السيد العميد (م) سليمان محمد سليمان عضو مجلس قيادة الثورة الأسبق والوزير والسفير والوالي الأسبق والهلالي المعروف إلى جانب السيد اللواء المعز عتباني ومولانا أحمد حسب الرسول والسيد العميد(م) إبراهيم محجوب وما غاب من أصحاب الأسرة الزرقاء أحد .. جاءوا جميعا ليستمعوا إلى التطورات الأخيرة , وقد نقلت الصحافة الرياضية والصفحات الرياضية في الصحف السياسية تفاصيل ما جرى بحيث لم يبق هناك سر في تلك الجلسة المفتوحة على الهواء الطلق.
لكن أهم وأبرز وأقوى مخرجات لقاء أسرة الهلال في دار الكاردينال كانت هي تلك اللحمة القوية والرابطة التي لا تنفك أواصرها بين أبناء الأسرة الهلالية والتي وجدت أنها تواجه ظلما لن يمحوه الا ذهاب هذا الاتحاد الى مزبلة التاريخ بحسبان أنه أحد أسوأ اتحادات كرة القدم التي عرفها السودان.
وتبقي أيضا من أهم مخرجات ذلك اللقاء أن وحدة الصف الهلالي لن يؤثر عليها خروج البعض الذي لا يساوي شيئاً في خضم المحيط الأزرق حتي وان قاد جحافل الخيانة.. إذ سرعان ما يسقط الخونة من خيل المسيرة المنتصرة, بحيث لا يذكرهم أحد إلا وهم قد ارتبطوا بأسوأ صفة يتصف بها البشر.. هي صفة الخيانة والنفاق.