راشد عبد الرحيم : ألغاز الغاز

الشعب السوداني ومنذ سنوات موعود بأزمة سنوية تجتاح البلاد وتعذب ربات البيوت مع قدوم شهر أكتوبر المبارك و إلى نهاية العام .. تكرر ذات السيناريو كل عام، أزمة في الغاز تضج لها البلاد وتسود الصحف و تزداد الصفوف ومعاناة الناس.
تخرج أنابيب الغاز من مواقعها المعتادة إلى الأسواق السوداء و براثن الندرة، ويتكرر ويعاد الحديث عن الوكلاء والسفن التي شحنت ومواعيد وصولها.
بلد كأنها لا تعرف التخطيط ولا تدرس المشكلات ولا تنظر إلى الغد ولا تتعلم من التكرار ، بلد ليس فيها من يحاسب و يعاقب.
كل عام ذات الأزمة والتبريرات والوعود و التكرار لا يعلم بشرا و لا تستفيد منه جهة، المؤسسات و الوزارت والجهات المعنية بسلع الناس الضرورية و المهمة تمعن في إهمال الناس والبشر وكأنما تلتذ بالتعذيب، يضعف الإحساس بالمواطنين ومعاناتهم.
و طالما أن الحكاية تبريرات وأخبار تنشر في الصحف وأقوايل تعاد فليس في الأمر ما يحفز للعمل و البحث..
هل يعلم القوم حجم الحاجة لهذه السلعة ومواعينهم و مواعين البلاد للتخزين ؟ .. ألم يتعلموا من السنوات الطوال ما يحتاجه الإستيراد من وقت حتى تشحن البواخر وتفرغ في الموانئ و تصل الناس.
لوأن الذين يقومون على هذه الخدمات يواجهون المساءلة والحساب الرادع ولوهددت المواقع و الوظائف لعرفوا طرق التخطيط والتحسب والحساب والجهد والعمل.
لطالما أن البلد كلها أضحت تداربهذا المنهج منهج التصريحات و التبرير غير المقنع وإستمرار الأزمة والمشكلة فمن الطبيعي ألا يجد المواطن أنبوب الغاز وأن يصبح البصل أغلى من التفاح وأن يتناقص وزن الخبز كل يوم ويغبر لونه .
طالما أن الحال عام فلن نجد الشارع النظيف والخدمة المرتبة وسيظل الدولار يرتفع والغلاء يطحن والدواء يعز.. والكل يشكو المسؤول والمواطن الصغير والكبير
هذا إدمان للفشل ومعايشة للسفح وقلة الحيلة والعزيمة
ولا عزاء غير أن نرفع الأيدي بالدعاء ونشكو إلى الله قلة حيلتنا وهواننا بين الأمم.

Exit mobile version