سعودية تحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة بريطانية بعد وفاتها بشهرين!

بعد شهرين من وفاتها، قررت جامعة كارداف البريطانية الثلاثاء 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، منح شهادة الدكتوراه لطالبة سعودية سافرت إلى تركيا لقضاء إجازة فيها، قبل أن تموت هناك بعد أن دخلت أحد المستشفيات بعد شعورها بآلام، نتيجة خطأ طبي.

الطالبة السعودية شيماء عامر، كانت صاحبة مسار علمي فريد من نوعه، إذ حصلت على شهادة محو الأمية في اللغة العربية بعد زواجها، حيث درست المرحلتين الابتدائية والإعدادية في تركيا، قبل أن تتخرج من جامعة الملك عبد العزيز بجدة بامتياز، ليتم ابتعثاها إلى بريطانيا لدراسة الطب، في تخص داء السكري لدى الأطفال والمراهقين.

الشهادة بعد الوفاة

وناقش البروفيسور دانلي المشرف طالبته السابقة شيماء، وأمام حضور من عمادة جامعة كاردف، رسالتها لنيل شهادة الدكتوراه، كما جرى استعراض مسيرتها، والتي أشاد بها أساتذتها الذين حضروا ليشهدوا تسليم درجة الدكتوراه لعائلتها.

وقال الإعلامي محمد عبده النوساني، زوج الدكتورة الراحلة، “إن تقديم جامعة كاردف شهادة الدكتوراه لشيماء هو تقدير ووفاء من قبلها لسعودية تميزت في أبحاثها ودراستها عن رسالتها في تخصص داء السكري للأطفال والمراهقين، ولو أنه أعلن ذلك بعد وفاتها بشهرين”.

وأضاف النوساني في حديث لـ”هافينغتون بوست عربي ” أن “شيماء تركت قبل وفاتها بصمة مميزة في مجال اشتغالها، كما أنه بفقداننا لها، فقدنا الأم المثالية والمربية الفاضلة والعقل النير”.

جائزة تحمل اسمها

وأكد زوج الراحلة أن جامعة كاردف البريطانية خصصت جائزة سنوية للطلاب والطالبات المتميزين من جميع دول العالم، والذين يدرسون بها، باسم الدكتورة السعودية شيماء عامر.

واعتبر أن ذلك “فخر واعتزاز للسعودية ولجامعتها، حيث كانت تعمل الدكتورة شيماء عضوة بهيئة التدريس في كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة”.

وأضاف النوساني أنه “عُرف عن الراحلة حبها للعلم والمعرفة، غير مكترثة بالعمر، فلم تكن تربط تحصيل العلم بعمر محدد، ولم أعرفها يوماً سوى مجتهدة معطاءة، حيث واصلت تحصيلها العلمي بعد زواجنا”.

وصرح النوساني بأن زوجته أنهت المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في تركيا “وبعد الزواج حصلت على شهادة محو الأمية كونها لا تتقن اللغة العربية، ومن ثم الثانوية والجامعة في جدة، إذ تخرجت من جامعة الملك عبدالعزيز بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وعينت عضو هيئة التدريس بها، قبل أن تبتعث إلى بريطانيا”.

واختتم السنوسي حديثة بحرقة قائلاً “هذه المرأة العظيمة صاحبة العقل النير والمبدع هي والدة الدكتور فيصل، والدكتور سلطان، والدكتورة سارة، والدكتورة نوف محمد النوساني، والذين تلقوا دعوة لحفل الخريجين والذي سيقام بعد 3 أشهر في بريطانية.

وتفاعل مغردون سعوديون من أصدقاء وطلاب الراحلة بفرح، كما دعوا إلى أخذ العبرة من منها، باعتبارها “أنموذجاً جيداً للطالب المبتعث”.

هافينغتون بوست

Exit mobile version