سألني أحد أصحاب العمل- قراء السياسي- هذا السؤال صباح أمس, ونحن أمام محكمة الملكية الفكرية, وقال لي : ( أحياناً بتنشروا مقالات لصحفيين من صحف عربية أو مقالات ترد إليكم عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي).
عرفت أن الرجل متابع تماماً للصحف وما يكتب فيها ومتابع أيضاً للقضايا التي تتناولها , ورددت عليه بسؤال: هو ( أين نحن الآن؟) فرد بأننا أمام محكمة الملكية الفكرية , فقلت له إن محكمة الصحافة والمطبوعات تنعقد هنا, وكل مرتاديها الذين يمثلون أمام قضاتها هم رؤساء التحرير والصحفيون, فاذا بدأ يومك بالمحكمة مثلا فان أمر الكتابة سيكون عسيرا وصعبا , لان الكتابة تحتاج الى تركيز في طرح الفكرة او القضية المراد مناقشتها, والتركيز في طرح الأسانيد المعضدة للرأي أو وجهة النظر حولها, وهذا سيكون صعبا على كثير من الصحفيين والكتاب.
لم تطل وقفتنا كثيراً حتى ظهر من زملائنا وأصدقائنا من أهل الصحافة والقانون عدد مقدر لا يمكن أن تستوعبهم قاعة المحكمة في وقت واحد مع الشاكين أو الذين يقفون في جانب الخصومة مع الصحف.
ظهر الأساتذة محمد مجذوب المحامي وسعد حمدان المحامي, وعلي حمدان رئيس مجلس إدارة صحيفة (المستقلة) وعبد العظيم صالح رئيس تحرير صحيفة (آخر لحظة) مع ظهور خصوم يمثلون الأطراف الشاكية.
كان صاحب العمل ينظر بدهشة , وسألني إن كانت القضايا تكون دائماً على هذه الصورة, فاجبته بأن القضايا قد تكون أكثر من ذلك, وقصصت عليه كيف ان شخصي الضعيف مثل ذات يوم أمام ثلاث محاكم في يوم واحد متهماً في ثلاث قضايا.
غادر صديقنا صاحب العمل, ومثلنا كمتهمين أمام المحكمة, وتتابع النظر في قضايانا بسرعة, وحدثت تفاهمات بين المحامين في شأن بعض القضايا, ورأينا أن نغادر الى صحفنا لنبدأ عملنا بعد ان انتصف النهار.
قبل الخروج طلبت الى الأخ والصديق الأستاذ عبد العظيم صالح ان يرافقنا لأنه لم يأت بسيارته , فقال انه يريد الذهاب الى مكاتب نيابة الصحافة والمطبوعات بالقرب من نادي الأسرة , فقلت له إن النيابة ليست بعيدة ..هيا.
ركبنا نحن أربعة- الأساتذة عبد العظيم صالح وعلي حمدان ومحمد المجذوب المحامي- وعندما وصلنا الى مقر النيابة طلب إلينا زميلنا الأستاذ علي حمدان ان ندخل للسلام على أهل الدار خاصة وان الروابط بيننا قوية فدخلنا.
دهش من كان في مكاتب النيابة من هذا الدخول الجماعي المفاجئ, لكن العبارة التي اعقبت الترحيب كانت مدهشة من المتحري الابن صابر, الذي ما إن انتهى من السلام حتى قال لنا: ( الحمد لله , الله جابكم لينا كلكم), سألناه لماذا ؟ , فقال حتى نأخذ أقوالكم في البلاغات المفتوحة في مواجهتكم.
تم أخذ أقوالنا كمتهمين ووقعنا عليها, ووقع صديقنا الأستاذ علي حمدان على دفاتر الشرطة والتحري كضامن لنا .. لنبلغ مكاتبنا بعد الظهر.
هل يمكن أن نكتب كما يريد بعض أصحاب العمل.. ؟ عندما يقرأ صديقي الذي سألني بالأمس هذه الزاوية سيجد الإجابة.