مئات أو ربما الآلاف من الشباب لم تتجاوز أعمرهم الثلاثين عاما، أغلبهم يرتدي ثياب أهل الصعيد والأقاليم، جميعهم قرر الفرار من “أم الدنيا”؛ بحثا عن حياة آدمية، توفر لهم أدني سبل الحياة، بعدما فشلت مصر أن تصبح ”أد الدنيا”.
تتراص منطقة جاردن سيتى، وبالتحديد شارع عائشة التيمورية بآلاف الشباب بانتظار شهادة صحية من مستشفي “جامكا” المخصص لدولة السعودية، بعدما ضاقوا ذرعا بأحوال البلد التى تسير من سيئ لأسوأ، وذهبت أحلامهم مع الرئيس السيسي سدى.
لتختفى المشروعات العملاقة التي وعد بها منذ ترشحه لرئاسة الجمهورية، بداية من شبكة طرق قوية تربط مصر، مرورا بمشروع العاصمة الجديدة، واستصلاح 4 ملايين فدان، وبناء مليون وحدة سكنية للشباب، وصولا إلي مشروع قناة السويس الذي أكد أنه سيجلب المليارات إلي خزائن الدولة، لكن سرعان ما اكتشف الجميع وهميته، فضلا عن غرق الدولة فى شبر مية بعد موجة الأمطار الأخيرة التى راح ضحيتها المئات وغرق معها عشرات البيوت.
الراحلون: الوضع في مصر لا يبشر بالخير
يبدو أن أعمارهم متقاربة ومؤهلاتهم أيضا بين تعليم متوسط ومؤهلات عاليا، كأنهم اتفقوا جميعا على الرحيل في أقرب وقت، يقول محمد صلاح، الشاب العشريني الذى يرتدي ثيابا جيدة ويبدو أنه من أسرة ميسورة الحالي، إنه قرر السفر بعدما ضاق به الحال في شركات القطاع الخاص لمدة ثلاثة سنوات، مدة تخرجه من كلية التجارة، حيث فشل في الحصول علي وظيفة توفر له راتبا يتمشي مع متطالبات الحياة، متحسرا: “الوضع في مصر لا يبشر بالخير”.
واتفق معه إبراهيم السيد، الشاب العشرينى أيضا ابن إحدى محافظات الصعيد، مؤكدا أنه قرر السفر مرة أخري بعد أن رجع منذ عدة شهور من ليبيا التي سيطر عليها العنف والفوضى بعد سقوط نظام القذافي، لكنه فشل فى الحصول على فرصة عمل بمصر، ليقرر العودة مرة أخرى إلى جحيم الحرب فى ليبيا هربا من سوء الأحول بمصر.
المصريون في الخارج أرقام وإحصائيات
لا يوجد حتى اليوم أرقام دقيقة عن أعداد المصريين بالخارج، رغم استحداث وزارة لهم قبل شهرين، مع تولي حكومة المهندس شريف إسماعيل المسئولية، لكن أغلب المصادر تؤكد أنها زادت بنسبة تصل إلي 30% خلال آخر ثلاثة سنوات؛ بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والأزمات التي تضرب الدولة.
وتشير إحصائية صادرة عن مركز الأهرام إلي أن غالبية المصريين بالخارج في الدول العربية، وتشير الأرقام الرسمية إلى وجود ما يعادل 69.9% من إجمالي عدد المصريين في الخارج، ويتوزعون كالآتي: السعودية.. تحظى بنصيب الأسد من المصريين فى الخارج “ما يقرب من 923.6 ألف مصري، أي ما يعادل 48.3% من إجمال عدد المصريين بالخارج في الدول العربية”.
ليبيا.. يقيم بها نحو 332.6 ألف مصري، فيما يوجد في الأردن نحو 226.8 ألف مصري، بينما يصل العدد في الكويت نحو 190.5 ألف مصري، وباقي الدول العربية: “الإمارات، العراق، قطر، اليمن، سلطنة عمان، لبنان، البحرين”، ويقيم بها ما يقرب من 239 ألف مصري.
سامي سعيد
جريدة البديل المصرية