بالأمس تحدثنا عن أن منفذي هجمات باريس يخدمون بذلك إسرائيل وعلقنا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي التي وضع خلالها نفسه كشريك في الحرب على الإرهاب مع فرنسا متناسياً عن قصد بأنه يدير حكومة برنامجها اليومي هو ممارسة الإرهاب بشتى صورة على الشعب الفلسطيني، وما كنت أظن أن إسرائيل يمكن أن تذهب أبعد من إنكار كونها ممارساً للإرهاب من خلال تموضع نفسها كمحارب للإرهاب أو أن تذهب في استثمار تداعيات تفجيرات باريس إلى أبعد من محاولاتها السابقة المتكررة لتأليب الرأي العام العالمي ضد الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل تحرير بلاده من اخر احتلال على وجه الأرض وذلك من خلال سعى حكومة الاحتلال وضع الفسلطنين في سلة واحدة مع منفذى تفجيرات باريس ومحاولة تسويق هذه البضاعة الكاسدة، ولكن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إلى اوردتها صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية أمس كشفت إلى أن إسرائيل في سبيل اهتبال هذه الفرصة ذهبت إلى أبعد مما نظن واردات استثمارها إلى أقصى حد ممكن وذلك من خلال تشكيك الأوربيين في القيم العليا التي يؤمنون بها والمتمثلة في الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان، وهي القيم التي أصبحت تشكل هوية أوربا الحديثة وهي القيم التي اتفقنا أو اختلفنا حول نسب تواجدها والتمسك بها تظل الجاذب الرئيس لعشرات الآلاف من المهاجرين واللاجئين الذين يتفقون يومياً إلى أبواب أوربا يتجشمون الصعاب والمخاطر إلى تصل إلى إلموت من أجل الوصول إلى أوربا والاحتماء تحت مظلة هذه القيم التي عزت في بلدانهم الأصلية.
هذه القيم التي يتوافد اليها الناس من كل فج عميق يدعو وزير الدفاع الإسرائيلي الأوربيين بكل بساطة إلى التنازل عنها مقابل قوانين تسمح حسب تعبيره بمحاربة الإرهاب بشكل أكثر فعالية وقال :”ان الأوروبيين أدركوا أن هناك خطراً، لكن التدابير التي كان يفترض اتخاذها لم تتخذ مثل تغيير التشريع الذي يسمح بالتنصت على الإرهابيين المحتملين”. وأضاف يعالون “في أوروبا التوازن بين الأمن وحقوق الإنسان يميل في الوقت الحاضر لصالح حقوق الإنسان، لكن لم يعد هناك خيار لأنه بات يتوجب أن تميل كفة الميزان إلى جانب الأمن للدفاع عن الديمقراطية”.
فهل تستمع أوربا الى هذه النصائح من وزير في حكومة بات الإرهاب لديها ممارسة يومية والإنكار والكذب كذلك، وهل القيم التي تؤمن بها أوربا والعالم بأسره المتمثلة في الديمقراطية وحقوق الانسان قابلة للمساومة والمقايضة حتى ولكن كان الثمن حرب فاعلة على الإرهاب يتوق العالم بأسره إلى قيامها لأنهاء هذا التهديد الأكبر للحياة في عصرنا الحالي؟