د. احمد محمد عثمان ادريس : الفنان المرحوم / الامين عبد الغفار

افتقد الناس الغريد الفنان المتصوف صاحب الروح النبيلة الامين عبد الغفار الذ ي رحل عنا مثلما احتضنت ارض ود سلفاب غرب الحصاحيصا جثمان الفنان مصطفى سيد احمد محمولا على صندوق ،ضمت ارض قرية (تنوب) جثمان الفنان الامين عبد الغفار محمولا ايضا على صندوق بعد ان فارق الحياة مستشفيا خارج البلاد ويجمع بين مصطفى والامين انتماؤهما الى ارض الجزيرة الطيبة والتصاقهما بهموم ومشاكل الناس البسطاء،ومثلما غنى مصطفى للمزارع “طوريتك في الطين مرمية” غنى الامين ” سلام للمنجل المركوز على ضهر الترس ناكوسي” وهذه الاغنية تعتبر علامة فارقة فقد نشرت العديد من المفردات الخاصة بمزارعي الجزيرة مثل “اللتيبة والشراية”.

ظهر الامين في مهرجان الثقافة الثاني وتميز بنداوة وطلاوة الصوت مع الصدق في الاحساس، والاخيرة من ابرز الصفات التي تجعل الفنان مقبولا وسط الجماهير ،ولعل تواضعه الجم واحترامه لفنه من ابرز اسباب نجاحه واستمرار توهجه حتى لحظة وفاته ومن ابرز صفاته على الاطلاق انه يحيل اية اغنية يقوم بترديدها الى شلالات من الشجن الحميم.

ويذكر الناس اغنيته” (جيتنا من وين ياهنا”) وكذلك اغنية “( فارقنا اعز الناس) .. (يامسافر نار الشوق صعيبة خلاص)” لكن الاغنية التي عبرت به الى مرافيء الخلود حسب تقديري فهي اغنية ” (اشيل الريد واشيل ودو واشيل نفحات عبير وردو” )فقد تسيدتى الساحة لعدة سنوات متتالية.

كما ان للاهل كان لهم الفضل في صوفيته حيث نشأ وترعرع في قرية من قرى الجزيرة وهي قرية (تنوب) التي يسلك الاهل فيها الطرق الصوفية ، وكما ان الشيخ البرعي يرجع له الفضل في استمراره في المديح وله علاقة حميمة مع اسرته حيث قال الشيخ الفاتح ان الامين عبد الغفار احد ابناء البرعي الاوائل واعتبر ان الصوفية الى حد كبير افادته في الغناء خصوصا في اختيار الكلمات المناسبة التي فيها الإلتزام والجدية ، اما في جانب الغناء كانوا الاهل في استغراب في سيره في طريق الغناء وكيف يصبح مغنيا ولكن المجتمع هو الذي اصر علىه في الاستمراريه فيه حيث كانت بداياته بمشاركة في حفل عام وبعدها فوجيء بالاشادة في صحيفة تصدر من بركات مشروع الجزيرة ومنها كانت الانطلاقة .

واما عن ملكة الشعر والتلحين لديه
له تجربة في مديح النبي (ص) واشهرها ابو فاطمة اما الشعر ناس معزتنا وكذلك الألحان لحنت اغنية المنجل المركوز ،اما من الفنانين كانوا له الفضل في مسيرتك الفنية وكان يقلدهم كالفنان احمد الطيب حيث كان متعلقا به وكان الاول يسكن في قرية طابت التي تقرب من قريته ( تنوب) حيث كان يرردد اغنياته في صمت في بداية مشواره ويقلده وكما كان يعشق اغنيات وردي .
اما جانب اغنية الحقيبة فقد اخذت اغنية الحقيبة مساحة كبيرة في اغنياته كما انها محببة لديه لانها الاصل الجميل في الاغنيات لما لها من كلمات رزينة واصيلة وقديما كان يجاز بها صوت الفنان لما لها من اهمية .
كما انه له العديد من التعاون مع عبد الباسط عبد العزيز ومختار دفع الله وعثمان يوسف .
وكان يميل الى القراءة والاطلاع عامة وكتابة الشعر في مدح المصطفى (ص) .
د. احمد محمد عثمان ادريس

Exit mobile version