مرت صناعة حافلات النقل بعدة مراحل عبر السنين، إذ ذكر موقع “توداي فايند آوت الأميركي” أنه في عام 1939 عقد مؤتمر في جامعة مانهاتن الأميركية لتطوير مقاييس موحدة لحافلات النقل المدرسي، وكانت نتيجة المؤتمر اعتماد 44 معيار للحافلات المدرسية التي يجري تطويرها. ومن بين هذه المعايير هو اللون الأصفر اللامع، وتم اختيار هذا اللون بسبب صفته في سرعة شد الانتباه أكثر من أي لون آخر. وقد أظهرت الدراسات أن البشر يلاحظون اللون الأصفر 1.24 مرة أسرع من أي لون آخر لافت للنظر حتى أنه تغلب على الأحمر، إذ أن الأصفر يكون واضحاً في أي وقت سواء في النهار أو في المساء أو خلال ظلمة الصباح الباكر. فرؤية الحافلة المدرسية الصفراء وهي تتقدم من بعيد، يدفع سائقي السيارات على الانتباه وفسح المجال لها.
ومنذ ذلك الحين تحولت حافلات النقل المدرسي في العديد من البلدان إلى اللون الأصفر ولم يتغير ذلك إلى يومنا هذا.
ومع مرور السنين وتطور وسائل وتقنيات السلامة شهدت حافلات النقل المدرسي إضافات ومعايير جديدة تهدف جميعها لتحقيق أكبر قدر من السلامة على الطرقات. في دبي على سبيل المثال زودت هيئة الطرق والمواصلات حافلات النقل المدرسي بأحدث التقنيات الذكية منها كاميرات مراقبة تلفزيونية لضمان أمن وسلامة الطلاب وخدمة الرسائل النصية لإفادة أولياء الأمور بالوصول الآمن لأبنائهم وبرنامج تتبع
حركة الحافلة عبر نظام تحديد المواقع الجغرافية إلى جانب توفير خدمة /الواي فاي/ للمدارس والمؤسسات التعليمية التي ترغب بتفعيل هذه الخدمات.
ولكن هذه التقنيات المتطورة والإضافات لم تشمل أبدا أحزمة الأمان وهذا الأمر قد يكون مثيرا للدهشة بالنسبة للكثيرين.
حزام الأمن الوحيد المتوفر في حافلات النقل المدرسي عبر العالم هو حزام السائق، والسبب وراء ذلك باختصار هو خفض التكلفة أو بالأحرى لعدم الإسراف والتبذير، ففي الواقع أن تصاميم حافلات النقل المدرسي آمنة بحد ذاتها إلى حد كبير، وقد أظهرت الأبحاث أن إضافة حزام الأمان في الواقع لا يجعل هذه الحافلات أكثر أمانا بل أنها في بعض الأحيان تزيد من مخاطر إصابة الأطفال.
تدابير السلامة البديلة، تتمثل في المقاعد المتقاربة فيما بينها عمدا والتي تجبر الطلبة طوال القامة على طي ركبتيهم هي في الواقع تمتص الصدمات وقادرة على حماية الأطفال بشكل فعال بما فيه الكفاية وفقا لدراسات مجلس سلامة النقل الوطني الأميركي والأكاديمية الوطنية للعلوم. وذلك يعني أن تصميم المقاعد والمساحة الصغيرة التي تفرق بينهم صممت لتكون غلافا وقائيا حول الأطفال، كما أن حافلات النقل المدرسي هي من أوسع الحافلات التي تسير على الطرق وأبطئها الأمر الذي يجعلها أكثر أمانا من دون حاجتها لأحزمة الأمان.
كما يشار إلى أن أحزمة الأمان مصممة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 5 سنوات ولكن باصات المدارس تنقل أطفال في سن الرابعة وفي حال الاصطدام يؤدي الحزام إلى إحداث إصابات خطيرة ولذلك الاستغناء عنها يحمي الأطفال الأصغر سنا. ولذلك اعتمدت بعض الدول ومن بينها الامارات تصاميم الأحزمة الثلاثية النقاط للحافلات التي تنقل الأطفال الأصغر سنا فيما خصصت أحزمة الأمان ثنائية النقاط للأطفال الأكبر سنا.
مدير إدارة النقل المدرسي في مؤسسة مواصلات الإمارات، جاسم المرزوقي كان قد أكد للصحافة المحلية في وقت سابق على أن أحزمة الأمان متوافرة في حافلات النقل المدرسي ولكن في مقاعد الصف الأمامية وفقط في منتصف المقعد الخلفي. وأوضح ان طريقة تصميم الحافلة المدرسية يختلف بشكل كبير عن طريقة المركبات الأخرى، حيث إن المقاعد صممت بشكل يناسب أعمار الطلبة والتي تتفاوت بين 5 إلى 17 عاما وهي تعمل كالمصدات لامتصاص الصدمات من خلال شكلها الطويل وتبطين الجهة الخلفية والأمامية للمقاعد المواجهة للطلبة بإسفنج مقوى ليشكل درع حماية للطالب إذا ما قام السائق باستخدام مكابح السيارة بشكل مفاجئ.
وقد أجرت وكالات النقل المختلفة عبر العالم العديد من الدراسات لكشف مدى أهمية أحزمة الأمان من عدمها، وقد أظهرت الدراسات أن عدد الإصابات في حال تركيب أحزمة الأمان ستزيد في الواقع إذ أن الصدمة القصيرة المسافة والارتطام بحاجز المقعد الأمامي تؤدي إلى إصابات أقل من رعشة قوية تضغط على منطقة البطن والكتف، كما أن أحزمة الأمان تعيق تحرير الأطفال من مقاعدهم في حالات الحرائق المحتملة وتجعل من عملية الإخلاء عملية طويلة لا سيما وأن معظم الأطفال قد يحتاجون للمساعدة لفتح الحزام.
البيان