كان مات لونج موظفا يجني الكثير من المال في واشنطن، لكنه لم يكن سعيدا، وعندما سافر إلى فرنسا في مايو 2012 أخذ يفكر في حياته وهو يشاهد الأعاجيب المعمارية لجسر روشفور-Martrou، بعد أن تلقى مكالمة هاتفية من مدربه أخبره فيها أنه يعتقد أنه كان على الطريق الخطأ فيما يتعلق بحياته.
ويقول مات متحدثا عن تلك اللحظة التي غيرت حياته أنه قدم استقالته من عمله في واشنطن ثم جلس في سيارة استأجرها واجهش بالبكاء متسائلا عما حدث للتو.
وفي خضم تفكيره فيما أقدم عليها لم يفاجأ مات عندما اكتشف أنه لطالما كان يكره عمله ولكنه كان خائفا من اتخاذ الخطوة التالية، وعند العودة قليلا إلى الخلف وجد أنه لطالما كان شغوفا بالسفر ولم يكن ينوي الاستقرار في مكان واحد فبعد دراسة الشؤون الدولية في الجامعة وكلية الدراسات العليا، كان ينوي العيش حرا دون قيود، لكن بعد انتقاله إلى واشنطن وجد نفسه بحاجة إلى وظيفة ومكان سكن وراتب و انتهز أول فرصة لكنه كان دائما يشعر بأنه يكره وظيفته.
بعد 12 عاما من العمل الدؤوب وجد مات نفسه وقد ارتقى في منصبه ليصبح مديرا في الثلاثين من عمره، كان يملك كل شيء، منزلا كبيرا في الضواحي وسيارات جميلة و ثلاثة كلاب، وما يكفي من المال للسفر إلى الوجهات الفخمة في جميع أنحاء العالم من بانكوك إلى جزر غالاباغوس، ولم يكن يشعر بالسعادة إلا وهو مسافر بعيدا عن العمل.
ومنذ خمس سنوات و بالظبط في 2010 قرر مات إنشاء مدونة LandLopers.com، رغم أنه لم يكن يعرف الكثير عن التدوين ، لكنه كان يعرف أنه بحاجة إلى تغيير حياته، فبدأ يكتب عن أسفاره و رحلاته، وقد نجح الموقع وأصبح يدر عليه ربحا محترما ليواصل رحلته لاستكشاف العالم، بل أنه أصبح محررا لبعض الشركات، ويقول مات أنه اليوم أصبح سعيدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
مجلة الرجل