قتل أكثر من 40 شخصاً وأصيب حوالي 200 آخرين بجروح الخميس 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، في تفجيرين تبناهما تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) واستهدفا الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، في اعتداء هو الأكثر دموية منذ الكشف عن تورط الحزب في النزاع في سوريا المجاورة.
وأعلن وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور خلال تفقده موقع الانفجارين مساء الخميس أن حصيلة القتلى “ارتفعت إلى 41 قتيلاً وما يزيد عن 200 جريح” مشيراً إلى “أن إصابات عدد كبير منهم خطرة”.
انتحاري ثالث
وأضاف رداً على أسئلة الصحافيين إن “العناية الإلهية أنقذتنا” من تفجير ثالث، موضحاً أنه تم نقل جثة ملتفة بحزام ناسف إلى المستشفى. وقال إن المعلومات تشير إلى أن انتحارياً ثالثاً قتل في التفجير الثاني. ووقع التفجيران بفارق 7 دقائق. وأكد الجيش اللبناني “العثور في موقع الانفجار الثاني على جثّة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه”. وجاء في بيان صادر عن الجيش “حوالي الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي “أقدم أحد الارهابيين على تفجير نفسه بواسطة أحزمة ناسفة في محلة عين السكّة- برج البراجنة، تلاه إقدام إرهابي آخر على تفجير نفسه بالقرب من موقع الانفجار الأول”، ما تسبب بارتفاع كبير في عدد الضحايا.
انتشار الجيش
وقال الجيش إن قواته نفذت “انتشاراً واسعاً في المنطقة وفرضت طوقاً أمنياً حول موقعي الانفجارين، كما حضر عدد من الخبراء العسكريين وباشرت الشرطة العسكرية رفع الأدلّة من مسرح الجريمتين لتحديد حجم الانفجارين وهوية الفاعلين”. وأوضح مصدر أمني للوكالة الفرنسية أن الانتحاريين وصلا إلى المكان سيراً على الأقدام.
داعش يتبنى
وتبنى “داعش” في بيان تداولته حسابات ومواقع جهادية على الإنترنت مسؤوليته عن التفجيرين.
وتحدث عن “عملية أمنية نوعية” تمكن خلالها عناصره “من ركن دراجة مفخخة وتفجيرها (..) فيما يعرف بشارع الحسينية في منطقة برج البراجنة”، مضيفاً “بعد تجمع المرتدين في مكان التفجير” فجر أحد عناصر التنظيم حزامه الناسف “في وسطهم”.
حزب الله يعلق
وفي أول تعليق لحزب الله، قال حسين خليل، المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسن نصرالله، رداً على اسئلة الصحافيين حول تبني “داعش” للتفجيرين “ليس مستبعداً على داعش وأخواتها وكل من ينتمي إلى هذه الوحوش الكاسرة (…) هذه عقليتهم، هذا دينهم ولن يتغيروا”.
ووصف ما جرى بأنه “جريمة موصوفة بكل ما للكلمة من معنى، وهي ليست ضد حزب أو طائفة أو فريق سياسي معين، بل جريمة بحق الإنسانية جمعاء”.
وأضاف “ما جرى يشكل حافزاً أساسياً لنا جميعاً (…) أن نقف صفاً واحداً خلف المقاومة والجيش والأجهزة الأمنية (…) في وجه قوى الإرهاب والتكفير”، مشدداً على أن “المعركة مستمرة في وجه الإرهاب، وهي معركة ليست قصيرة”.
ومنذ موجة التفجيرات التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت بين 2013 و2014، ينفذ حزب الله والقوى الأمنية تدابير مشددة على مداخل الضاحية وعمليات تفتيش دقيقة للسيارات.
حالة هلع
وسادت إثر الانفجار حالة من الهلع في صفوف السكان، خصوصاً أن التفجيرين وقعا في شارع شعبي مكتظ. وشارك عناصر من حزب الله في الإجراءات الأمنية.
وقال شاب بانفعال عبر إحدى شاشات التلفزيون “عندما دوى الانفجار الثاني ظننت أن العالم انتهى”.
وأشار مصور لوكالة فرانس برس إلى تناثر أشلاء بعض الجثث ووجود بعضها الآخر داخل محال تجارية. وانتشرت بقع من الدماء على الأرض.
وتجمع المئات من سكان المنطقة في مكان التفجيرين، وعمل بعضهم على نقل المصابين في سيارات مدنية إلى المستشفيات المجاورة قبل وصول سيارات الإسعاف.
ووجهت المستشفيات القريبة من موقع الانفجارين نداءات إلى المواطنين للتبرع بالدم.
وقال طبيب في مستشفى بهمن القريب من مكان الانفجار لوكالة فرانس برس “يستمر نقل الجرحى إلى المستشفى”.
إعلان الحداد
وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء الحداد العام غداً في كل أنحاء البلاد في حين دعا وزير التربية إلى إقفال المدارس والجامعات الرسمية والخاصة.
وشهد لبنان منذ بدء النزاع السوري منتصف مارس/ آذار 2011، سلسلة من أعمال العنف والتفجيرات التي أدت إلى مقتل العشرات.
واستهدفت الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى محسوبة على حزب الله بتفجيرات عدة كان آخرها في يونيو/ حزيران 2014. وتبنت بعض هذه التفجيرات مجموعات جهادية، مشيرة إلى أنها تأتي رداً على مشاركة الحزب في القتال في سوريا.
تفجير السفارة الإيرانية
ومن أكثر الاعتداءات السابقة دموية تفجيران انتحاريان استهدفا السفارة الإيرانية في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 وتسببا بمقتل 23 شخصاً وجرح 150، وآخر في منطقة الرويس بسيارة مفخخة في 15 آب/أغسطس 2013 قتل فيه 27 شخصاً وأصيب 336 آخرون بجروح.
وكشف حزب الله مطلع العام 2013 عن مشاركته في القتال في سوريا، ما أثار جدلاً واسعاً في لبنان. ويواصل خصوم الحزب المناهضون للنظام السوري بانتقاد هذا التدخل معتبرين أنه يجر لبنان إلى النزاع السوري الدامي.
هافينغتون بوست عربي | الأناضول