يبدو أن القيادى بالمؤتمر الوطني نافع على نافع قد عاد إلى واجهة الحراك السياسي والأحداث من جديد، وذلك عبر أحاديثه النارية التى صوبها تجاه المعارضة بشقيها المدنى والمسلح، والتي قال فيها إن المعارضة تنفذ أجندة خارجية يهودية، وتريد السلطة دون تعب وليس لها قواعد تأتى بها للسلطة عبر صناديق الاقتراع، بجانب أنها تنفذ مخططات أمريكية فيما يلي اشتراطاتها التى وضعتها للمشاركة فى الحوار الوطني، وتريد تفكيك الإنقاذ.
٭ تفكيك الحكومة
نافع الذى كان يتحدث فى ندوة جماهيرية حاشدة نظمها المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم بضاحية الكلاكلة جنوب الخرطوم كانت لهجته هى ذاتها التى تحدث بها فى المناسبات السابقة، عندما كان مساعداً لرئيس الجمهورية، ونائباً لرئيس حزب المؤتمر الوطني، وبالرغم من أن الرجل أكد على أهمية الحوار وضرورة المشاركة فيه، إلا أنه حسم العديد من القضايا فى خطابه الذى كان لسان حزب المؤتمر الوطني الحاكم، حيث قال إن « تفكيك الانقاذ لن يكون « وأن الجلوس فى كرسي السلطة مستقبلاً لن يأتي عن طريق الوساطة، وإنما فقط عبر صناديق الاقتراع، ردود الفعل على خطاب نافع بدأت فى ذات الندوة عندما وجه القيادى بحزب التحرير والعدالة القومي محمد أحمد الشائب نقداً لحديث نافع على نافع حيث قال لـ (آخرلحظة) إن حديثه لايشجع أي شخص على الانخراط فى الحوار، مضيفاً أن حزبه أى (التحرير والعدالة القومي) لن يشارك بهذه الطريقة في العملية الحوارية والتى يتحكم فيها المؤتمر الوطنى حسب تعبيره .
٭ أسطوانة مشروخة
ووصف الناطق الرسمي بإسم المؤتمر السوداني بكري يوسف تصريحات نافع بالإسطوانة المشروخة والمكررة منذ تسعينيات القرن الماضي، فى الوقت الذي كان فيه الشعب السوداني مهيئاً لسماع مثل هذه الإدعاءات التي تنعت المعارضة بخدمة أجندة أمريكية أو إمبريالية، واعتبر أن ظهور نافع بعد غياب واستعماله مثل هذه الشعارات ليس إلا دليلاً على فشل المؤتمر الوطني لستة و عشرين عاماً، دون إيجاد حلول أو بدائل للأوضاع الإقتصادية، بالإضافة إلى قضيتي الحرب والسلام اللتان استمرتا رغم إنفصال الجنوب، حيث توالت الصراعات في كل من دارفور والنيل الأزرق وحتى شرق السودان، معتبراً أنه لا أمل من الحوار في ظل هذه التصريحات التي لا تحرج الحكومة، بل تحرج أحزاب المعارضة برمتها، وخاصة المؤتمر الشعبي الذي يقف مسانداً للمؤتمر الوطني في الحوار، كما كال بكري الإتهامات للمؤتمر الوطني، معيباً عليه سيطرته علي أموال وإعلام الدولة وأجهزته الأمنية و الشرطية وتوجيهها لكل ما يشبع مطامعه، وقال إن الوطني لا يملك مؤسسات ولا جماهير ، وأضاف أنه يعمل على كبت حريات جميع القوى السياسية خوفاً من انهيار منظومته في حال ممارسة الشعب للديموقراطية الحقيقية، واستدل بما صرح به الرئيس في إحدى جلسات اجتماع مجلس شوري الحزب الحاكم بتخوفه من أن يصبح مصير الوطني شبيهاً بمصير الشيوعي في الحكومات السابقة.
بالمقابل إعتبر نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء فضل الله برمة تصريحات نافع بالإهانة للشعب السوداني ككل ، كما عاب إختزاله لكل السودانيين مابين المؤتمر الوطني والمعارضة فقط، وكأن البلاد خاوية من غيرهم، و تساءل مستنكراً كيف له أن يعتبر السودان جغرافيا بلا تاريخ؟ منوهاً إلى أن الموقف الحالي الذي يمر به السودان لا يحسم بالحكومة ولا بالمعارضة وإنما بالشعب الذي أضناه الفقر والجوع الذي تسببت فيه الإنقاذ.
٭ لغة مثيرة
القيادي بالحزب الشعبي أبو بكر عبد الرازق وصف نافع بأنه شخص لديه قاموس خاص من اللغة المثيرة للجدل، واتفق مع برمة في أن المجتمعات وحدها هي من يصنع قرار التغيير الذي له وسائله و زمانه، معتبراً الحوار الوطني الحالي بأنه لايعتبر الوسيلة الوحيدة للتغيير، وإنما يعد الأكثر أماناً، كما دعا عبدالرازق القيادي بالوطني نافع إلى مراعاة المناخ السياسي الحالي، ووصف تصريحاته بغير المناسبة كما أنها تعكر الأوضاع السياسية في أثناء أعمال الحوار .
ونفى أبو بكر خمول قوى المعارضة وأن نشاطاتها في داخل و خارج السودان رغم صغر أجسامها وأن كوادر أحزاب المعارضة قادرين علي تنفيذ أجندة أحزابهم، وعاب على الحكومة عدم السماح لهم بممارسة أنشتطهم بحرية، مما يضطرهم لإقامتها في الأماكن العامة .
فى المنحى ذاته يرى القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي أن من حق أي حزب أو شخص أن يصرح بما يخدم أجندته مادام مغلفا بالموضوعية، وهذا ما يحدث الآن داخل أروقة جلسات الحوار الآن، فالفكر يقابل بالفكر والقوة يقابلها الضعف، وأضاف أن نافع يدلي بتصريحات قوية ولاذعة لأنه وحزبه يقفان على أرضية صلبة عكس الآخرين، وقال إن الانتخابات السابقة أكبر دليل على قوة الحزب الحاكم و هشاشة المعارضة و تفككها.
تقرير : اسماء سليمان
صحيفة آخر لحظة